إنجاز لن يوقف نشاط "الموساد" في تركيا

الاستخبارات التركية تفكك شبكة جديدة لـ"الموساد" ضمن حرب أمنية باردة مستمرة

الساعة : 15:45
3 يناير 2024
الاستخبارات التركية تفكك شبكة جديدة لـ

الحدث:

أصدر مكتب المدعي العام في إسطنبول في الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري أوامر اعتقال بحق 46 مشتبهًا بعملهم ضمن شبكة تابعة لجهاز "الموساد". وقد ألقي القبض على 33 شخصًا منهم في مداهمات نفذتها الاستخبارات التركية في ثمان ولايات، فيما تجري عملية مطاردة بحق 13 مطلوبًا، كما ضُبطت خلال المداهمات أسلحة وذخائر و143 ألف يورو و20 ألف دولار.

الرأي:

يشير الإعلان عن تفكيك شبكة التجسس المذكورة إلى أخذ السلطات التركية لتهديدات مدير جهاز "الشاباك"، رونين بار، مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي باغتيال قيادات "حماس" في تركيا ولبنان وقطر، على محمل الجد. وهو تخوف يتوقع أن يزداد عقب اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، في بيروت في نفس يوم الإعلان عن تفكيك شبكة "الموساد" بتركيا، فقد كان "العاروري" دائم التردد على إسطنبول مثل غيره من كبار قادة "حماس" السياسيين.

في التفاصيل، تكشف التهم الموجهة لأعضاء الشبكة أن عملهم لم يكن قاصرًا على جمع المعلومات عن مواطنين عرب وفلسطينيين مقيمين في تركيا، عبر وضع أجهزة تحديد مواقع في مركباتهم أو تصويرهم وتحديد أماكن إقامتهم ودوائر علاقاتهم فقط، إنما امتدت لتشمل أبعادًا عملياتية تشمل الإعداد لعمليات اختطاف، وهو أسلوب يُنفذ عادة في عمليات إجراء تحقيقات ميدانية. وقد استخدم "الموساد" هذا الأسلوب سابقًا في إيران عام 2022، عبر خطف "منصور رسولي" المتعاون مع الحرس الثوري، ثم نشر فيديو للتحقيق معه داخل إيران على أيدي أفراد يعملون لحساب "الموساد".

في السياق أيضًا، يأتي الإعلان عن تفكيك الشبكة الأخيرة بعد بضعة أسابيع من كشف الاستخبارات التركية عن إحباطها عملية، خطط لها "الموساد" في تركيا وماليزيا لاختطاف المهندس الفلسطيني، عمر البلبيسي، لدوره في وحدة الأمن السيبراني التابعة لـ"حماس"، لذلك فقد يوجد رابط بين بعض أفراد الشبكة من الموقوفين وبين محاولة اختطاف "البلبيسي".

ومع تدهور مسار تطبيع العلاقات التركية "الإسرائيلية" على خلفية العدوان على غزة، نرجح أن تكثف الاستخبارات التركية جهودها لتفكيك الشبكات العاملة لحساب "الموساد" على الأراضي التركية، والتي تستغل التواجد العربي الكبير بالبلاد وغلاء المعيشة مؤخرًا لتجنيد أفراد، عبر نافذة توفير عمل لهم برواتب مجزية. ومن بين 97 شخصًا وُجهت لهم تهم بالتجسس لصالح "الموساد" في تركيا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، كان 58 أجنبيًا أغلبهم عرب وفلسطينيون، والبقية من المواطنين الأتراك.

ورغم تفكيك عدة شبكات تابعة لـ"الموساد" في تركيا، لكن من المتوقع أن تكثف الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" أنشطتها بتركيا، ضمن توجهها بتوسيع نطاق عملياتها ضد قيادات وكوادر "حماس" والمقاومة الفلسطينية بالخارج، وهو ما سينعكس سلبًا على العلاقات التركية "الإسرائيلية"، والتي تجمدت مؤخرًا مع استدعاء كل منهما لسفيره، وتبادل الانتقادات والتراشق اللفظي بين "أرودغان" و"نتنياهو".