خطوة تتجاوز انتقادات علاقات قطر مع "حماس"

تمديد الوجود الأمريكي في قاعدة العديد في قطر يؤكد استمرار التحالف الاستراتيجي

الساعة : 12:30
4 يناير 2024
تمديد الوجود الأمريكي في قاعدة العديد في قطر يؤكد استمرار التحالف الاستراتيجي

الحدث:

توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع دولة قطر للحفاظ على وجودها في "قاعدة العديد الجوية" جنوب غرب الدوحة، لمدة عشر سنوات إضافية، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" ووكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين.

الرأي:

يأتي هذا الاتفاق بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مؤخرًا إلى "قاعدة العديد الجوية"؛ حيث أكد على الشراكة الدفاعية الأمريكية القطرية، وشكر قطر على زيادة إنفاقها على القاعدة. يذكر أن "قاعدة العديد" الجوية هي أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، بسعة تتجاوز عشرة آلاف جندي وتتمتع بأهمية استراتيجية؛ حيث تضم مقر القيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM" التي تشرف على القوات العسكرية الأمريكية وأعمالها في الشرق الأوسط، إضافةً لاستضافتها القوات الجوية الملكية البريطانية كذلك.

ويظهر تجديد الاتفاق، الذي لا يعتبر مفاجئًا، أن التعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة وقطر لا يزال قويًا، وأن طابعه الاستراتيجي أعمق من بعض الانتقادات في الكونغرس مؤخرًا لعلاقات قطر مع حركة "حماس"، وذلك أن قطر تحظى بتصنيف "حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي"، وهو تصنيف قانوني ودبلوماسي تمنحه واشنطن للحلفاء المقربين الذين لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي. ومن الواضح أن استضافة القوات الأمريكية سيظل عاملًا أساسيًا في هيكل الأمن والدفاع القطري.

من جهة أخرى، يُظهر الاتفاق أن الولايات المتحدة ستواصل الحفاظ على وجودها الإقليمي وتعزيز قدرات الردع لديها وسط الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط، ولتسهيل تعبئة أصولها العسكرية ضمن خطط انتشارها الاستراتيجي. فلا يقتصر التواجد الأمريكي في "قاعدة العديد" على متطلبات الأمن في الشرق الأوسط والخليج العربي، لكنّه يمثل أيضًا نقطة تعبئة استراتيجية للجيش الأمريكي؛ من حيث العدد الكبير للجنود وطاقتها الاستيعابية؛ إذ تضم القاعدة قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافةً لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات من الآلات العسكرية المتقدمة، ما يجعلها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.