حلقة جديدة في محور نفوذ إيران البحري

أول مناورة بحرية بين الحرس الثوري والحشد الشعبي.. رسائل للولايات المتحدة والكويت

الساعة : 15:15
4 يناير 2024
أول مناورة بحرية بين الحرس الثوري والحشد الشعبي.. رسائل للولايات المتحدة والكويت

الحدث:

في مناورة هي الأولى من نوعها، أجرت قوات "الباسيج البحري" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، مناورة بحرية بالمشاركة مع البحرية التابعة للحشد الشعبي العراقي في مياه شط العرب، وهو ممر مائي تطل عليه مدينتا البصرة العراقية وعبادان الإيرانية، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لمقتل "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس" بغارة أمريكية قرب مطار بغداد مطلع 2020. من جهته، أكد عضو لجنة الأمن النيابية، علي نعمة، أن "المناورة البحرية في شط العرب تحمل ثلاث رسائل مهمة؛ هي توثيق آليات ضبط الحدود، ورفع مستوى التنسيق بما يخدم أمن الممرات المائية على الحدود الفاصلة، وتبادل الخبرات وفق السياقات العسكرية المعروفة"، مؤكدًا على أنها لا تمثل تهديدًا لأي بلد.

الرأي:

يمثل توقيت المناورة الأولى التي تدشن بها بحرية الحشد وجودها في مياه شط العرب المتصل بالخليج العربي رسالة ذات دلالات واضحة في ظل السياق الإقليمي الراهن؛ حيث توجه رسالة إلى الولايات المتحدة حول نفوذ إيران البحري في الخليج الحيوي لتجارة النفط، إذ إنه من خلال توظيف قدرات الحشد الشعبي، يمكن لطهران نظريًا تنفيذ عمليات بحرية بالوكالة في الخليج العربي، بالطريقة نفسها التي تنفذ بها جماعة الحوثي اليمنية عمليات في باب المندب. كما إن هذه القوة الجديدة تخدم الأهداف الاستراتيجية لإيران وحلفائها، والمتعلقة بترابط حلقات نفوذ هذا المحور من مضيق هرمز حتى شرق المتوسط، بريًا عبر خط العراق-سوريا-لبنان، وبحريًا عبر الخليج العربي وباب المندب والبحر الأحمر. تجدر الإشارة إلى أن البحرية التابعة للحشد الشعبي تأسست عام 2019، وحينها أعلن مسؤولون في الحشد أنهم يطمحون لممارسة دور في حماية المياه الإقليمية العراقية.

على جانب آخر، ترسل المناورة رسالة أخرى إلى دول الخليج، خصوصًا الكويت التي تخوض (هي والسعودية) ضد إيران نزاعًا حول حقل غاز الدرة؛ حيث تتمسك الدولتان الخليجيتان بأن الحقل ملكيته ثنائية بينهما، بينما تعتبر إيران أن لها حقوقًا فيه. في الوقت نفسه، فإن بحرية الحشد الشعبي قادرة على إثارة قلق الكويت التي تخوض نزاعًا حدوديًا آخر مع العراق في منطقة خور العبد الله، لا سيما بعد أن أبطلت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، قبل أشهر قليلة، تصديق البرلمان على اتفاقية تنظيم الملاحة بين العراق والكويت في هذه المنطقة، والتي تنص على تقسيم مياه خور عبد الله مناصفة بين البلدين، ما يثير مخاوف بتفجر النزاع الحدودي مجددًا. وسبق أن صرح مسؤولون في الحشد الشعبي في مناسبات مختلفة، بأن "القوة البحرية الواعدة" ستقوم أيضًا بمراقبة وحماية ميناء خور العبد الله.