الحدث:
أقيمت في السادس من كانون الثاني/ يناير الجاري بميناء بندر عباس الإيراني مراسم الاحتفال بانضمام البارجة "أبو مهدي المهندس"، رفقة 100 زورق للصواريخ إلى بحرية الحرس الثوري، وذلك بحضور قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد بحرية الحرس، الأدميرال علي رضا تنكسيري.
الرأي:
تمثل البارجة "أبو مهدي المهندس" إضافةً لقدرات الحرس البحرية؛ حيث تمتلك تقنيات للتخفي من الرادار، ويمكن للطائرات المسيّرة الإقلاع والهبوط على متنها بشكل عمودي، كما تملك قاذفات صواريخ كروز يبلغ مداها 750كلم، فضلًا عن قدرتها على الإبحار لمسافات طويلة بسرعة 37 عقدة، وهو ما يعزز من القدرات الإيرانية على العمل في المياه الزرقاء بعيدًا عن ساحل الخليج ودعم الحلفاء في مناطق بعيدة نسبيًا مثل اليمن، ويوفر منصات هجومية يمكنها إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من أماكن متباعدة ضد الخصوم.
وتتيح القوارب القاذفة للصواريخ سرعة الحركة والقدرة على استهداف السفن الحربية والتجارية المعادية بتكلفة قليلة، وهو ما يساعد في إغلاق الخليج أمام السفن الأمريكية حال حدوث مواجهة بين طهران وواشنطن، فضلًا عن تهديد خطوط النقل البحرية لدول الجوار الخليجية في حال حدوث توتر معها.
يأتي تدشين عمل البارجة والقوارب المذكورة بعد خمسة أيام من الإعلان عن دخول المدمرة "ألبرز" إلى البحر الأحمر، رفقة السفينة العسكرية "بوشهر"، وذلك في نفس يوم لقاء وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مع القيادي الحوثي، محمد عبد السلام، في طهران لبحث تطورات الوضع في غزة، والتحذيرات الأمريكية والغربية للحوثيين بمواجهة عواقب غير محمودة، في حال استمرار هجماتهم على السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني بالبحر الأحمر.
كما تتزامن هذه التطورات مع تهديدات الحوثيين بالانتقام من أي هجوم أمريكي ضدهم، وباستهداف سفن أي دولة تشارك في العدوان على اليمن، وتفجيرهم لقارب مسير مفخخ في الرابع من الشهر الجاري بالبحر الأحمر على بعد ميلين من السفن البحرية والتجارية الأمريكية، وهو ما يشير إلى أن طهران تحاول أن تردع واشنطن عن المزيد من التصعيد مع إبداء الدعم للحوثيين، والتلويح بأن لديها من القدرات ما يمكن أن يعرقل حركة الملاحة في منطقة شاسعة تمتد من الخليج إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر.
ورغم أن واشنطن وطهران لا ترغبان في مواجهة مفتوحة، لكن التصعيد الميداني "الإسرائيلي" والأمريكي باغتيال كل من القيادي بفيلق القدس في سوريا، العميد رضي موسوي، والقيادي بحركة "حماس"، صالح العاروري، في بيروت، والقائد العسكري لحركة النجباء العراقية، أبو تقوى السعيدي، وإغراق ثلاثة زوارق حوثية في البحر الأحمر، يمكن أن يدفع إلى ردود مضادة تولد ديناميكية تقود إلى مزيد من التصعيد، في ظل تخبط حكومة "نتنياهو" ورغبتها في جر واشنطن إلى معركة كبرى مع طهران.