الحدث:
تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في "تل أبيب" ضد حكومة "نتنياهو"، مطالبةً باستقالته بعد مضي 100 يوم على الحرب والفشل في تحرير الأسرى "الإسرائيليين" في قطاع غزة. وتزامنت هذه المظاهرات مع تزايد الخلافات داخل "كابينيت" الحرب؛ حيث ذكرت "القناة 13" العبرية أن وزير الدفاع، يواف غالانت، طالب "نتنياهو" بعدم التشويش على عمله داخل الحكومة. وفي مشهد لافت، شارك عضو "كابينيت" الحرب، بيني غانتس، في المظاهرات المطالبة باستعادة الأسرى، فيما كشفت تقارير عبرية أن الوزير في حكومة الحرب، غادي آيزنكوت، دعا في جلسة عاصفة، مساء السبت، إلى "التوقف عن الكذب على أنفسنا" والتوجه نحو إبرام "صفقة كبيرة" لإعادة الأسرى من غزة.
الرأي:
أخذت الخلافات العلنية تتصاعد داخل حكومة "نتنياهو" وداخل "كابينت الحرب" بشكل خاص وبين القيادات السياسية والعسكرية بشكل أوسع، مع مرور 100 يوم على الحرب في غزة؛ وذلك بشأن العديد من القضايا ومدى إمكانية تحقيق أهداف الحرب المُعلنة، التي كان أبرزها استعادة الأسرى "الإسرائيليين" لدى المقاومة الفلسطينية في القطاع. فلا تزال قضية "الأسرى" تسيطر على الرأي العام "الإسرائيلي"، لكن اللافت هذه المرة هو انضمام "غانتس" إلى المظاهرات المطالبة باستعادتهم، إلى جانب مطالبة "آيزنكوت" بضرورة "التوجه نحو صفقة" وفقًا لتعبيره، فضلًا عن مشاركة بعض المسؤولين السابقين، مثل "موشيه يعالون"، في المظاهرات. إضافةً لذلك، ثمة خلافات متصاعدة بين "نتنياهو" و"غالانت"، خصوصًا حول مسألة السياسة "الإسرائيلية" تجاه القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وكان مركز "صدارة" قد توقع أن يترك اغتيال "العاروري" تداعيات على مفاوضات تبادل الأسرى بين "إسرائيل" و"حماس"؛ حيث أبلغت الأخيرة الوسطاء بتعليق المباحثات عقب الاغتيال، الأمر الذي شكل ضغوطًا كبيرة على "نتنياهو" وائتلافه الحكومي، لا سيما بعد رفض الحركة لأي صفقة قبل وقف الحرب، ما قد يضع مستقبل "نتنياهو" السياسي على المحك بالنظر لنتيجة الحرب، وما سيتبع ذلك من لجان تحقيق حول الإخفاقات العسكرية والأمنية عشية عملية "طوفان الأقصى"، وكذلك إدارة الحرب وسير العمليات العسكرية في القطاع.
أخيرًا، تعد الخلافات في صفوف القيادات السياسية والعسكرية في جزء منها صراعات شخصية، كما إن تصاعدها يشير إلى أن موسم الانتخابات قد بدأ بالفعل بصورة ضمنية. ورغم تدهور شعبية "نتنياهو"، فإنه ما زال يُولي أولوية للحفاظ على ائتلاف اليمين المتطرف لأطول فترة ممكنة حتى على حساب استعادة "الأسرى". بالمقابل، فإن المعسكر المناويء لـ"نتنياهو" بدأ يُولي قضية الأسرى أهمية لافتة، مبديًا استعدادًا أكبر لاستعادتهم من خلال صفقة، وهو أمر قد يستهدف في الوقت نفسه تقويض ائتلاف اليمين الذي سيعارض أي صفقة من هذ النوع.