الحدث
وجهت "حركة رجال الكرامة" الفصيل العسكري الأكبر المتمركز في محافظة السويداء السورية، مبادرة من تسعة بنود للأردن، للتنسيق حيال مكافحة تجارة المخدرات ومنع عمليات القصف الأردني العشوائي للمحافظة. ودعت الحركة المملكة إلى المشاركة في "جهود تنسيق" وتبادل المعلومات لمكافحة تهريب المخدرات، بهدف تجنيب المواطنين الموت المجاني، في رد فعل على الحادثة الدموية الأخيرة التي شهدتها بلدة عرمان جنوب السويداء، حيث تسبب قصف جوي أردني في وفاة 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف لم تعلن عنه عمّان رسميا. وأعلنت الحركة عن استعدادها لملاحقة المتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، بعد استلام أسمائهم من الجانب الأردني، كما طالبت بوقف العمليات العسكرية الأردنية دون التنسيق المسبق معها.
الرأي
يأتي طلب الفصيل العسكري الأكبر في الجنوب السوري، ليؤكد على تزايد حالة الغضب والرفض الشعبي في محافظة السويداء، للقصف الجوي العشوائي لما تعتقد عمّان أنها مصانع وتجار كبار للمخدرات، والتي تشكل هاجساً أمنياً مزمناً للأردن والمنطقة. وتأتي المبادرة بهدف فتح حالة تنسيق أردني رسمي معلن مع هذا الفصيل، لتجنب قصف المدنيين، وتركيز العمليات على أوكار المخدرات دون خطأ.
لكن من المستبعد قبول عمّان ببنود المبادرة، أو ترسيم تنسيق رسمي معلن مع هذا الفصيل المسلح، أو قبول شروطه بتنسيق عمليات القصف قبل تنفيذها، نظرا لصعوبة بناء علاقة أمنية مع فصيل عسكري داخل دولة تربطها مع المملكة علاقات دبلوماسية وتبادل سفراء وتنسيق أمني حيال ذات الضربات.
في المقابل، من غير المستبعد تحقيق عمّان شكل من أشكال التنسيق الأمني غير المعلن مع هذا الفصيل، نظرا لحاجة المملكة لعناصر قوية على الأرض، قادرة على تحقيق هدف المملكة في الحد من تجارة المخدرات، أو مساعدتها في تحجيم اتساعه، نظرا لعدم جدية ومماطلة النظام السوري في الحد الحقيقي من فكرة إنهاء هذا الملف.