الحدث
أعلن الجيش الأميركي مقتل 3 من عناصره وإصابة 34 آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة على موقع "البرج 22" العسكري عند الحدود الأردنية السورية، بينما نفت عمّان أن يكون الهجوم وقع داخل أراضيها. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول بالمقاومة الإسلامية في العراق إعلانهم المسؤولية عن الهجوم، مضيفاً أنه في حال استمرت الولايات المتحدة في دعم "إسرائيل" سيكون هناك تصعيد. تجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في هجمات على مصالح أميركية منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
الرأي
يمثّل الهجوم على الموقع العسكري الأمريكي في الأردن منعطفاً خطيراً وغير مسبوق في تاريخ التواجد الأمريكي العسكري في الأردن، كما أنه يعكس اتساع التداعيات الأمنية والعسكرية لاستمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وانعكاساته على عموم المنطقة. ولا شك أن الهجوم يخلق مخاوف أمنية لطالما خشيت منها الدولة الأردنية، الواقعة جغرافياً في منطقة حساسة، قريبة من سوريا والعراق.
وبينما ستظل واشنطن حريصة على عدم توسع الصراع في المنطقة، إلا أنه من المرجح أن يثير الهجوم رداً أكثر حسماً من جانب واشنطن، سيتجاوز في حجمه ما قامت به من ردود على الهجمات منذ بداية الحرب في قطاع غزة، وبما قد يشمل تنفيذ هجمات ضد أهداف في الداخل الإيراني دون أن تتبنى ذلك رسميا.
من جهة أخرى، يفتح الهجوم ملفاً محرجاً لصانع القرار في الأردن، وهو ملف التواجد العسكري الأمريكي في البلاد، الداعم الرئيسي للعدوان على غزة، في ظل حالة من السخط والغضب الشعبي على السياسة الأمريكية، كما يعيد الهجوم للأذهان مجمل ملف التواجد الأمريكي، وتحديدا الاتفاقية الدفاعية التي وقعت في آذار/مارس 2021، والتي لم تُعرض حينها على البرلمان، واتهمت بانتهاكها للسيادة الأردنية.
ورغم ذلك، يرى مركز "صدارة" أن هذا الهجوم لن يؤثر بحال من الأحوال على طبيعة التفاهمات الأردنية الأمريكية بخصوص التواجد العسكري، ولا يُعتقد أن يدفع بصانع القرار لتغييرات جذرية إزاء شراكة المملكة الأمنية مع الولايات المتحدة، بل على العكس قد يدفع الهجوم لتمتين أكبر للعلاقة الأمنية والعسكرية بين عمّان وواشنطن، كما سيدفع باتجاه تأمين مساعدات عسكرية نوعية للأردن لمواجهة مثل هذه الهجمات التي يُتوقع أن تتكرر في ظل الفشل الأمريكي الملحوظ في مواجهة الطائرات المسيرة.