رغم توقعات محدودية تأثيره على الأمن والسياحة

هجوم داعش على كنيسة "سانتا ماريا" في اسطنبول يعيد التنظيم إلى واجهة الاهتمام الأمني

الساعة : 16:15
31 يناير 2024
هجوم داعش على كنيسة

الحدث

أعلنت وزارة الداخلية التركية في 28 كانون الثاني/ يناير 2024 إلقاء القبض على شخص روسي وآخر من طاجيكستان بتهمة تنفيذ الهجوم على كنيسة "سانتا ماريا" الإيطالية في اسطنبول مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، فيما تبنى تنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم.

الرأي

يعيد الهجوم للمشهد التركي حقبة هجمات تنظيم داعش، والتي توقفت عقب آخر هجوم كبير في عام 2017 عندما هاجم المواطن الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف ملهى "رينا الليلي" في اسطنبول، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا، الأمر الذي سيعيد تركيز أجهزة الأمن التركية مجددا على بقايا تنظيم داعش، والذين تراجعت أهميتهم مقارنة بعناصر حزب العمال الكردستاني.

لقد وقع الهجوم الأخير بعد أيام معدودة على إصدار القضاء التركي قراراً بحبس 25 مشتبها بالانتماء إلى تنظيم داعش بتهمة التحضير لشن هجمات على معابد يهودية وكنائس في اسطنبول، وهو ما يشير إلى جدية مساعي التنظيم في شن هجمات داخل تركيا. لكن محدودية الهجوم تشير إلى تراجع قدرات تنظيم داعش على شن هجمات كبيرة مثل هجماته الدموية السابقة البالغ عددها 16 هجوما بين عامي 2014 و2017 والتي أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص، وهو ما يعزى إلى تكثيف عمليات التوقيف الاستباقي للمشتبه بعلاقتهم بالتنظيم، وترحيلهم من تركيا إلى بلادهم الأصلية.

ويرى مركز "صدارة" أن تنفيذ الهجوم بواسطة أفراد أجانب، بمن فيهم مواطن طاجيكي، يتقاطع مع تنفيذ داعش لهجمات في مدينة كرمان الإيرانية بواسطة عناصر طاجيكية انتقلت إلى إيران عبر المرور بالأراضي الأفغانية والتركية، ولذا يتوقع "صدارة" أن يزداد التعاون الأمني بين تركيا وإيران وأفغانستان ضد عناصر التنظيم، فضلا عن شن حملات موسعة ضد الأجانب بتركيا، وبالأخص مواطني آسيا الوسطى وروسيا من المشتبه بعلاقتهم بالتنظيم.

كما يرى المركز أن الجوار الجغرافي لتركيا مع سوريا والعراق، ووجود نحو 4 مليون لاجئ مسجل على أراضيها، فضلا عن الحركة السياحية الواسعة من شتى أنحاء العالم، تضع عبئاً على كاهل الأجهزة الأمنية التركية، ويتيح لبعض عناصر تنظيم داعش الاختفاء بين الأجانب لحين تنفيذ أغراضهم. لكن، من الجانب الآخر، تشير سرعة القبض على منفذي الهجوم في خلال أقل من 24 ساعة إلى القدرات التقنية المتطورة لأجهزة الأمن التركية، والتي أتاحت تتبع الجناة وسرعة القبض عليهم. ومن ناحية أخرى، لا يتوقع أن يؤثر الحادث على حركة السياحة أو المشهد الأمني بشكل كبير، وذلك لمحدودية الخسائر الناجمة عنه، وأيضاً لوجود أحداث أخرى ساخنة في المحيط الإقليمي تجذب تركيز وسائل الإعلام والجمهور.