محاولة غير مضمونة لامتصاص الغضب الأمريكي

إعلان "حزب الله" العراقي تعليق عملياته ضد القوات الأمريكية

الساعة : 16:30
31 يناير 2024
إعلان

الحدث

أعلنت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية المسلحة في بيان لها مساء الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني، تعليق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأمريكية، وقالت إن القرار يهدف لمنع "أي إحراج للحكومة العراقية"، مضيفة أنها أوصت عناصرها بـ"الدفاع السلبي مؤقتاً"، في حالة تعرضهم لأي هجوم أمريكي.

الرأي

يشير توقيت هذا الإعلان إلى محاولة غير مضمونة النتائج لامتصاص غضب الإدارة الأمريكية والحد من مستوى ردها العسكري المنتظر على الهجوم بالطائرات المسيرات لقاعدة أمريكية في الأردن قرب الحدود السورية والذي تسبب بمقتل 3 جنود أمريكيين. ومن الواضح أن هناك تأثيراً إيرانياً واضحاً على قرار هذه الجماعة المسلحة التي تأسست رسميًا في أبريل/ نيسان 2007 وتنشط في العراق وسوريا، للحيلولة دون إقدام الولايات المتحدة على استهداف مصالح إيرانية داخل أو خارج الأراضي الإيرانية، حيث يبدو ذلك واضحًا في بيان الجماعة التي أكدت على تبرئة إيران من مسؤولية عملياتها، وشددت على أن طهران " كثيراً ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا".

أما فيما يخص التبرير الذي ساقته الجماعة لأجل تعليق عملياتها، بأنها لا تريد إحراج الحكومة العراقية التي تنخرط في مباحثات مع الجانب الأمريكي لسحب القوات الأمريكية من العراق، فيرى مركز "صدارة" أنه من غير الراجح أن يكون هذا هو السبب الحقيقي، إذ لطالما وجهت حكومة السوداني دعواتها لتلك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بالكف عن نشاطها العسكري ضد القوات الأمريكية، لكن دون استجابات منها، بل ورد على لسان كثير من قادة تلك الجماعات المسلحة، تصريحات تحمل في طياتها عبارات تهديد لبعض رموز حكومة السوداني، من مثل التهديد الموجه لوزير الخارجية فؤاد حسين.

أمريكيا، لن يغيّر القرار من حقيقة أن الهجوم الأخير تجاوز الخطوط الحمراء من خلال سقوط قتلى في صفوف الجنود الأمريكيين، وبالتالي فإن المرجح أن يكون هناك ردا أمريكيا حازما لمنع تكرار مثل هذه الهجمات، وهذا واضح في رفض وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على بيان جماعة "حزب الله"، قائلة إن "الأفعال أعلى صوتا من الكلمات".

ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية ما زالت تتمسك بأولوية عدم توسيع مناطق الصراع لا سيما وهي تقترب من الانتخابات الرئاسية، التي لا تبدو حظوظ جو بايدن بالفوز بها كبيرة، وعلى هذا الأساس، نرى أن هناك حماسة أمريكية كبيرة حاليًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، المسبب في كل التصعيد الحالي في الساحات العراقية، والسورية، واللبنانية، واليمنية. لكن هذا لا يمنع القيام بضربات أمريكية محدودة لكنها رادعة لهذه الجماعات أو بعض الأهداف الإيرانية.