توافقًا مع أمريكا على تقليم أذرع إيران العسكرية

"إسرائيل" تكثف استهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا

الساعة : 15:45
5 فبراير 2024

الحدث:

أعلن الحرس الثوري الإيراني في الثاني من شباط/ فبراير الجاري مقتل مستشاره العسكري، سعيد علي دادي، إثر غارات "إسرائيلية" على دمشق، فيما أفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن خمسة مصادر مطلعة بأن الحرس الثوري قلص نشر كبار ضباطه في سوريا، ليعتمد بشكل أكبر على الفصائل الشيعية الحليفة للحفاظ على نفوذه في سوريا.

الرأي:

مع استمرار القتال في غزة وعلى الحدود اللبنانية، تكثف "إسرائيل" استهداف الخبراء الإيرانيين المسؤولين عن إمداد "حزب الله" بالسلاح والتدريب، فضلًا عن المشرفين على هجمات المليشيات العراقية ضد أهداف "إسرائيلية" في الجولان وحيفا وإيلات. ويُعتبر "سعيد دادي" الخبير الإيراني التاسع الذي تعترف طهران بمقتله في سوريا على يد "إسرائيليين" خلال ثلاثة شهور؛ ففي غارتين منفصلتين بكانون الثاني/ ديسمبر 2023 تم اغتيال كل من العقيدين "محمد شورجه" و"بناه تقي"، والعميد "رضي موسوي" مسؤول وحدة "دعم جبهة المقاومة في لبنان وسوريا"، ثم تبع ذلك اغتيال قائد استخبارات فيلق القدس بالحرس الثوري، حُجّت الله أميدوار، في سوريا رفقة أربعة من مساعديه، في كانون الثاني/ يناير 2024.

بدورها، تسعى تل أبيب لانتزاع المبادرة من إيران التي تحدد إيقاع الهجمات في كل من  لبنان والعراق وسوريا واليمن، وصولًا إلى الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن، وذلك عبر دفعها للانكفاء على الذات، وسحب مستشاريها العسكريين من سوريا لحمايتهم، ولإضعاف القدرات الهجومية الإيرانية التي تستهدف "إسرائيل" على شكل قوس يبدأ من البحر المتوسط، الذي تعرّض فيه ميناء حيفا ومنصة كاريش للغاز لهجمات صاروخية وبطائرات مسيرة انطلقت من سوريا والعراق، وصولًا إلى الجولان ثم إيلات ومضيق باب المندب والبحر الأحمر انطلاقًا من اليمن، وهو ما يضغط على الدفاعات "الإسرائيلية".

وليس من المستبعد كذلك أن يأتي هذا الاستهداف النوعي المستمر ضمن خطوات استباقية لتصعيد محتمل ضد "حزب الله" في لبنان؛ حيث ستكون سوريا ساحة امداد لوجيستي رئيسية للحزب، وهو ما تعمل "إسرائيل" على تعطيله أو إضعافه.

ونظرًا للرغبة الأمريكية في تجنب تدشين حرب إقليمية واسعة النطاق، تعمل تل أبيب على قطع ما تسميه أذرع الأخطبوط الإيراني عبر ضربات جراحية محددة، تستهدف المسؤولين عن البنية التحتية العسكرية التي راكمتها إيران خلال سنوات في سوريا دون المخاطرة بإشعال حرب واسعة النطاق. وتمثل سوريا الساحة الأبرز لتنفيذ تلك الاستراتيجية، وذلك لقرب المسافة الجغرافية وتوافر معلومات استخبارية دقيقة عبر شبكات العملاء، ومحدودية الكلفة السياسية لتنفيذ غارات جوية بها.

وبالتالي، يتوقع أن تستمر الضربات "الإسرائيلية" حتى في حال التوصل لاتفاق هدنة جديدة في غزة؛ حيث يوجد توافق أمريكي "إسرائيلي" على ضرورة تقليم الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة، وتفكيك حلقة النار التي أحاطت بها إيران "إسرائيل" انطلاقًا من عدة دول في جوارها، وهو الهدف الذي تندرج ضمنه أيضًا الضربات الأمريكية للمليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن.