الحدث
أجرى رئيس وزراء النيجر "علي الأمين زين" زيارة عمل لمدة ثلاثة أيام إلى تركيا خلال الفترة من 1 إلى 3 شباط/ فبراير 2024، واجتمع خلالها مع الرئيس التركي أردوغان بحضور وزيري: الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر. وناقش الاجتماع بحسب البيان الصادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ومكافحة الإرهاب وقضايا إقليمية ودولية.
الرأي
تأتي زيارة رئيس وزراء النيجر لأنقرة في ظل حرص تركيا على استثمار المواقف الحكومية المناهضة لفرنسا في منطقة الساحل والصحراء لتعزيز وجودها في تلك المنطقة الحيوية التي تمثل امتداداً لليبيا، وتمتع بموارد حيوية مثل اليورانيوم، فضلا عن امتلاكها لأسواق استهلاكية واسعة، وفرص استثمارية تساعد في زيادة الصادرات التركية. أما على الصعيد السياسي، فإن الموقف التركي يتقارب مع موقف النيجر فيما يخص الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في عام 2023، حيث أعلن الرئيس أردوغان آنذاك تخوفه من أن يؤدي التدخل العسكري الذي هددت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" إلى تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، ثم شدد خلال لقائه مع علي الأمين على وقوف تركيا بجوار النيجر ضد التدخلات العسكرية الأجنبية.
من جهة أخرى، تمثل الطائرات المسيرة التركية وسيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين، حيث تشتد حاجة جيش النيجر لها في مواجهة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، وبالأخص في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وقد سبق في عام 2021 أن اشترت نيامي دفعة من طائرات بيرقدار وطائرة التدريب "هوركوش" وعربات مصفحة تركية. فالأسلحة التركية رخيصة الثمن كما أنها أكثر فاعلية وجودة من الطائرات الإيرانية المسيرة، والتي لم تغب عن نظر علي الأمين الذي زار أنقرة قادما من طهران.
وفي حين تعمل أنقرة على تعزيز وجودها في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، فإن تعزيز علاقتها مع النيجر سيسهم في تعميق علاقاتها مع حليفي النيجر، مالي وبوركينا فاسو، حيث أعلنت الدول الثلاث تشكيل حلف دفاعي يعتبر الاعتداء على أي منها بمثابة اعتداء على الباقين. وفي ذات الوقت تراعي أنقرة عدم التورط في الخلافات الأفريقية الإقليمية، حيث تعمل بالتوازي على تعزيز علاقتها مع نيجيريا التي لديها علاقات متوترة مع النظام العسكري في النيجر. وكانت شركة "نورول ماكينة" التركية قد وقعت في كانون الثاني/ يناير 2024 عقدا لتوريد 13 عربة مدرعة طراز YÖRÜK لصالح قوات الأمن في نيجيريا، والتي تُستخدم كمركبة لنقل الأفراد، وفي مواكب حماية الشخصيات الهامة.
وفي الخلاصة، يرى مركز "صدارة" أن فرص تركيا في تعزيز حضورها في الساحل الأفريقي كبيرة، وبالأخص في ظل خلو العلاقة بين الجانبين من أي موروثات تاريخية استعمارية، ووجود أرضية دينية مشتركة ومصالح متبادلة.