الحدث:
كشفت القناة 12 العبرية عن لقاء سري، في "تل أبيب"، جمع وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، برئيس جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" (الشاباك)، رونين بار، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال بالضفة الغرببة، غسان عليان، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي. وبحسب القناة، بحث اللقاء جهود حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية لمنع التصعيد في الضفة الغربية والتهدئة الميدانية قبل شهر رمضان المبارك.
الرأي:
يأتي هذا الاجتماع في ظل تحذيرات كل من شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، لحكومة الاحتلال، من أن الضفة الغربية تقترب من الانفجار في مناطق واسعة؛ جراء تصاعد الاحتقان في الشارع الفلسطيني، نتيجة الإجراءات الأمنية التعسفية اليومية ضد الفلسطينيين التي يقوم بها الجيش والأجهزة الأمنية "الإسرائيلية". وتشير التوقعات الأمنية "الإسرائيلية" إلى أن شهر رمضان قد يشهد انفجارًا واسعًا في الضفة الغربية في حال استمرت الأوضاع الميدانية على حالها. حيث من المعتاد في شهر رمضان أن تتصاعد الأحداث الأمنية بشكل لافت في ظل محاولة الأجهزة "الإسرائيلية" فرض إجراءات تمنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى.
في غضون ذلك، يعزز تردي الأوضاع الاقتصادية في الضفة منذ الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، من اتجاه الأوضاع الميدانية نحو التدهور، لا سيما في ظل استمرار منع أكثر من 150 ألف عامل من الضفة من الوصول لأماكن عملهم داخل "إسرائيل"، فضلًا عن اقتطاع أموال المقاصّة الخاصة بالسلطة الفلسطينية وتأثير ذلك على رواتب موظفيها.
وتأخذ حكومة الاحتلال هذه التحذيرات على محمل الجد، حيث نقلت وحدات قتالية، مثل وحدة "دوفدوفان"، من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لتعزيز قوات الجيش المنتشرة على امتداد مناطق الضفة الغربية. ولذلك؛ فإن اللقاء يستهدف تنسيق الجهود مع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في ظل رغبة "إسرائيل" في إبقاء جبهة الضفة بعيدةً عن الجبهات الأخرى، لاسيما مع عدم تمكنها من تحقيق أهداف حربها المُعلنة في غزة.
بدورها، تسعى السلطة من هكذا لقاءات إلى تخفيف الضغوط "الإسرائيلية" عليها والحصول علىى بعض المزايا الاقتصادية مقابل تنسيقها الأمني، حيث شهدت الفترة الماضية إزالة أجهزة السلطة العديد من العبوات الناسفة التي كانت معدّة لاستهداف الجيش "الإسرائيلي" في شمالي الضفة، لكنّ الرؤية "الإسرائيلية" للضفة الغربية لا تزال تقوم على المقاربة الأمنية بالدرجة الأولى، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية وهو ما يتوافق مع رؤية حكومة "نتنياهو" التي ترفض أي دور سياسي للسلطة في مستقبل قطاع غزة. بالتوازي مع ذلك، يحاول "حسين الشيخ" تكريس نفسه كأبرز شخصية لخلافة "عباس" لا سيما مع زيادة الحديث الأمريكي عن سلطة فلسطينية متجددة وقيادة جديدة يمكنها المساهمة في إدارة قطاع غزة.