الحدث
استهدف قصف أميركي بمسيّرة، مساء الأربعاء، سيارة يستقلها 4 أشخاص، في منطقة "المشتل" (شرقي بغداد)، حيث أسفر القصف عن قتل ما لا يقل عن 3 بينهما القياديان في "كتائب حزب الله العراقي"، المدعومة من إيران، وسام محمد صابر المعروف بـ"أبو باقر الساعدي" مسؤول منظومة الصواريخ ومسؤول عمليات سوريا، و"أركان العلياوي" مسؤول العمليات الخارجية للجماعة وعمليات نقل الأسلحة.
وكان قد سبق هذه العملية غارات جوية أمريكية في العراق وسوريا، فجر السبت الماضي، استهدفت 85 هدفًا مرتبطًا بـ"فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيراني" وجماعات مسلحة تابعة له، أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 39 عنصرًا وجرح آخرين، وقد جاءت ردًا على الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة أمريكية في الأردن أسفر عن مقتل 3 عسكرين أمريكيين.
الرأي
تأتي هذه العملية تأكيدًا لما قاله المسؤولون العسكريون الأمريكيون، من أن الضربات الأمريكية للفصائل المدعومة من إيران سوف تستمر ردًا على مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن. وعلى الرغم من استمرار حرص الولايات المتحدة على تجنب توسيع الصراع الدائر في قطاع غزة إلى ساحات أخرى، إلا أنها باتت متورطة في موجة تصعيد قد تخرج عن السيطرة؛ خاصة وأن استمرار عمليات الاستهداف الأمريكية لتلك الفصائل يزيد من حرج الحكومة العراقية التي لم تجد بدًّا من تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد التدخلات العسكرية الأمريكية والإيرانية والتركية بنفس الوقت.
كما أن العملية الأخيرة دفعت الجيش العراقي للإعلان عن أن الهجوم يدفع الحكومة إلى إنهاء عمل قوات التحالف الدولي التي تحولت إلى عامل "عدم استقرار" للعراق، وهو الأمر الذي قد يسرع وتيرة الجدول الزمني الذي تطالب به بغداد لإنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، خاصة وأن الحكومة العراقية أصبحت تحت ضغوط من قاعدة الميليشيات الشعبية التي قد تلجأ لاحتجاجات للتنديد بما تعتبره تخاذل الحكومة أمام انتهاكات القوات الأمريكية.
في غضون ذلك، تحاول حاليًا الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، اتخاذ كافة الإجراءات للحيلولة دون تعرضها لضربات تضعف قدرتها القتالية، منها، الضغط على وزارة الدفاع لتأمين مستودعات الأسلحة التابعة لها، في قواعد ومقرات الجيش العراقي، آملة بعدم إقدام القوات الأمريكية على استهدافها وهي في مقرات الجيش. بالمقابل، ربما تزيد الهجمات الأمريكية من الخلاف بين الأطراف الشيعية حول تصعيد الصراع مع الولايات المتحدة، حيث تدعو بعض الأطراف للرد والتصعيد بينما تتمسك أخرى بنهج تجنب تأجيج هذا الصراع خشية من تداعياته.
لكن من المرجح أن تقوم الفصائل المسلحة بضربات انتقامية ضد القوات الأمريكية، مثل استهداف قاعدة عين الأسد، أو القواعد الأميريكية في أربيل، لكنها ستكون ردودًا محدودة، وغير مؤثرة عسكريًا، ولا تتعمد إسقاط خسائر بشرية، خشية التعرض لرد عسكري أمريكي أكثر حدّة.