تقارب إيراني سوداني

مزايا أمنية تكتيكية قد يوفرها التقارب الإيراني السوداني

الساعة : 12:00
13 فبراير 2024
مزايا أمنية تكتيكية قد يوفرها التقارب الإيراني السوداني

الحدث:

استقبل وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، نظيره السوداني، علي صادق علي، خلال الشهر الجاري، كما اجتمع "صادق" مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وشدد على أن "إسرائيل" تدعم قوات الدعم السريع انتقامًا من دعم السودان للشعب الفلسطيني، فيما أكد "عبد اللهيان" على ضرورة استئناف فتح السفارات وتبادل السفراء بين الجانبين.

الرأي:

تأتي هذه الزيارة بعد تزويد طهران للجيش السوداني بطائرات مسيرة من طراز "مهاجر-6"، وبدء استخدامها في القتال ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم، وهو ما يشير إلى دخول إيران على خط دعم الجيش السوداني في مواجهة الدعم الإماراتي لـ"حميدتي".

في هذا الإطار، تمثل عودة العلاقات السودانية الإيرانية خطوة هامة في طريق سعي طهران لعزل "إسرائيل"، ووقف مشروع التطبيع السوداني "الإسرائيلي" الذي رعته واشنطن سابقًا. كما يفتح هذا التطور الباب لعودة النفوذ الإيراني إلى السودان الذي يتمتع بأهمية استراتيجية؛ حيث يمكن استخدامه كقاعدة لوجستية لنقل الأسلحة إلى المقاومة في غزة، وكذلك إلى الحوثيين في اليمن، فضلًا عن إطلاله على البحر الأحمر وقربه من مضيق باب المندب. كذلك، فإن الانفتاح على الخرطوم يساعد طهران في زيادة استثماراتها في أفريقيا، فضلًا عن الوصول إلى مناجم الذهب التي تتيح لها التملص من العقوبات الغربية.

إن علاقات طهران مع السودان ليست جديدة؛ فقد سبق أن ساهمت إيران في تطوير قدرات جهاز الاستخبارات السوداني في عهد "البشير"، كما ساهمت في تعزيز الصناعات العسكرية السودانية. ورغم المكتسبات التي يمكن أن تجنيها إيران من عودة العلاقات مع السودان، لكن مركز "صدارة" يتوقع أن تطالب طهران بضمانات لاستمرار تلك العلاقة، في ظل عدم ثقتها بـ"البرهان" الذي يتمتع بعلاقات شخصية وثيقة مع أبوظبي، فضلًا عن علاقته مع "نتنياهو"، وهو ما يوفر أرضية لاحتمال تغير موقفه بمجرد تراجع الضغط العسكري للدعم السريع على الجيش، أو تحت إغراءات تقدمها له عواصم خليجية أو غربية مقابل قطع علاقة السودان مع إيران، وهو ما سبق أن قام به "البشير" استجابة للرياض وأبوظبي.