تمهيدًا لضبط الوضع الأمني خلال شهر رمضان

اشتباكات بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومقاومين تؤكد التزام السلطة بدورها الأمني

الساعة : 14:15
15 فبراير 2024
اشتباكات بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومقاومين تؤكد التزام السلطة بدورها الأمني

الحدث:

اندلعت اشتباكات عنيفة  بين الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية وعناصر من المقاومة في مدينة طوباس؛ حيث أفادت مصادر محلية أن مقاومين خرجوا إلى الشوارع استعدادًا لاقتحام متوقع من قبل القوات "الإسرائيلية"، وذلك بعد رصد قوة عسكرية "إسرائيلية" في المنطقة. وتفاجأ المقاومون بملاحقة عناصر الأجهزة الأمنية للسلطة لهم؛ حيث أطلقت أجهزة السلطة النار تجاه سيارة كانت تقلهم، ما قابله رد من قبل عناصر المقاومة على إطلاق النار، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، في حين قام المواطنون بالاحتجاج على استهداف عناصر المقاومة وأغلقوا الشوارع وأشعلوا الإطارات.

الرأي:

تأتي هذه الاشتباكات في ظل تصعيد الجيش "الإسرائيلي" لاقتحاماته اليومية لمدن الضفة، ومواصلة المستوطنين هجماتهم ضد الفلسطينيين وقراهم، بينما تتجاهل الأجهزة الأمنية للسلطة هذه الممارسات وتصعّد من ملاحقتها لعناصر المقاومة؛ فقد سبق هذه الاشتباكات اعتقال أحد المقاومين في مخيم الفارعة وآخرين يتبعون لـ"كتيبة جنين" ومصادرة أسلحتهم، ما أدى لاندلاع احتجاجات في جنين وإطلاق نار نحو مقر المقاطعة في المدينة، ومطالبة السلطة بالتوقف عن ملاحقة المقاومين وعن الاعتقال السياسي. إلى جانب ذلك، قامت أجهزة السلطة بتفكيك العديد من العبوات الناسفة التي كانت معدة لاستهداف الجيش "الإسرائيلي" أثناء اقتحامه، الأمر الذي أدى لزيادة الاحتقان في الشارع الفلسطيني ما يرفع بدوره من احتمالية الانفجار في أي لحظة، ليس ضد الجيش "الإسرائيلي" فحسب، بل ضد أجهزة السلطة كذلك.

في السياق ذاته، يأتي تصعيد السلطة ضد المقاومين بعد أن كشفت "القناة 12" العبرية عن لقاء سري في تل أبيب بين وزير الشؤون المدنية للسلطة، حسين الشيخ، مع رئيس جهاز  "الشاباك"، رونين بارن، ومنسق أعمال الحكومة في الضفة، غسان عليان، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغي، بهدف تنسيق الجهود الأمنية المشتركة لمنع التصعيد الميداني عشية شهر رمضان وخلاله؛ حيث لا تزال المقاربة "الإسرائيلية" قائمة على تشديد القبضة الأمنية على الضفة، وذلك بعد تزايد التحذيرات الأمنية والاستخباراتية "الإسرائيلية" من أن الضفة في طريقها للانفجار الواسع، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، فضلًا عن تصاعد الاحتقان في الشارع الفلسطيني نتيجة للإجراءات "الإسرائيلية" التعسفية.

ويرى مركز "صدارة" أنه من المستبعد تماما أن توقف السلطة تنسيقها الأمني مع "إسرائيل"، بل على العكس من المرجح أن تبذل جهوداً مضاعفة لمحاربة مجموعات المقاومة في الضفة والعمل على تحقيق متطلبات الأمن لـ"إسرائيل" وفقًا للرؤية الأمريكية، وذلك بعد الدعوات الأمريكية لإصلاح السلطة لتمكينها من لعب دور جوهري في مستقبل قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، ما سينتج عنه بالضرورة استمرار التوترات بين السلطة وعناصر المقاومة والشارع الفلسطيني خلال الفترة المقبلة.