الحدث:
أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، تأسيس خلية اتصال مشتركة مع العراق وسوريا ولبنان تضم "ضباط ارتباط"، لمتابعة المعلومات وتتبع شحنات المخدرات المهربة حتى وجهتها النهائية. وجاءت تصريحات "الفراية" عقب اجتماع مع نظرائه؛ العراقي: عبد الأمير الشمري، والسوري: محمد خالد الرحمون، واللبناني: بسام مولوي، في عمّان. وأشار الوزير الأردني إلى أن خلية الاتصال تعنى بتبادل الخبرات والتدريب والقدرات ومتابعة المعلومات، سواءً السابقة أو اللاحقة، والتسليم المراقب، وهو تتبع الشحنات الخارجة من الدول إلى وجهتها النهائية.
الرأي:
يحاول الأردن جاهدًا، من خلال فكرة تشكيل خلية اتصال أمنية إقليمية، تطويق الزيادة الكبيرة في عمليات تهريب المخدرات والسلاح عبر حدود طويلة مع سوريا. وتعكس الدعوة حجم التحدي الأمني الكبير الذي أصبح يشكل عبئًا كبيرًا على أمن المملكة، وعدم كفاية عمليات القصف الجوي الأخيرة في الداخل السوري في الحيلولة دون استمرار المهربين في استخدام الأراضي الأردنية، ما يفرض على الأردن حاجة ماسة لتعاون رسمي ومساعدة إقليمية لمواجهة الظاهرة التي أصبحت تفوق قدرات دولة واحدة.
بالمقابل، يعتبر من المبكر التكهن بنجاح فكرة الخلية الأمنية، نظرًا لغياب الإرادة السياسية لدى النظام السوري تحديدًا لمواجهة التهريب، وضعف قدرة الدولة في كل من لبنان والعراق على ضبط الحدود وملاحقة المهربين. فإذا لم يرفع النظام السوري الغطاء عن عصابات وعمليات التهريب، ستكون الخلية مجرد إطار شكلي تبرز فيه الدول التزامًا أخلاقيًا أمام بعضها البعض بأنها تحارب متحدةً هذه الظاهرة.