خطوات ستعزز دورها كلاعب مؤثر في ملفات عديدة

تطور نوعي في الصناعات الدفاعية لتركيا سيقلل اعتمادها على الشركاء الأجانب

الساعة : 14:45
4 مارس 2024
تطور نوعي في الصناعات الدفاعية لتركيا سيقلل اعتمادها على الشركاء الأجانب

الحدث:

أعلنت شركة "بايكار" التركية، في بيان صدر في الثاني من آذار/ مارس الجاري، تمكّن الطائرة المسيّرة الهجومية من طراز "بيرقدار أكنجي" التي تصنعها، من إطلاق صاروخ "İHA-230" صناعة شركة "روكيتسان" التركية بنجاح من سماء ولاية سينوب وإصابة هدفها على مسافة بعيدة في البحر الأسود، وذلك في إطار مشروع دمج الذخائر المحلية بطائرات "بيرقدار" تحت إشراف رئاسة الصناعات الدفاعية.

الرأي:

يمنح صاروخ "İHA-230" طائرة "بيرقدار أكنجي" قدرات هجومية فتاكة، ما يزيد من فعاليتها القتالية وقدرتها على إلحاق خسائر فادحة بالجهات المستهدفة؛ حيث يبلغ وزن الصاروخ 275كلجم ويصل مداه إلى أكثر من 150كلم. ويأتي هذا الاختبار الناجح بعد أيام من تنفيذ الطائرة المسيّرة المقاتلة "قآن" أول تحليق لها بنجاح، وهي طائرة مقاتلة من الجيل الخامس يُفترض أن تنضم للخدمة في سلاح الجو التركي عام 2028، فضلًا عن نجاح طائرة "بيرقدار تي بي 3 سيها" المسيّرة في اختبار التحليق على ارتفاع 30 ألف قدم.

بدورها، تسعى أنقرة من خلال هذا التطوير إلى تقليل الاعتماد على الشركاء الأجانب في تصنيع المعدات العسكرية، وزيادة القدرة الإنتاجية المحلية مع تقليص المشتريات من الخارج. ولتحقيق تلك الأهداف فإنها تعمل على ربط الشركات العاملة في قطاع الصناعات العسكرية معًا بشكل مؤسسي، تحت إشراف "رئاسة الصناعات الدفاعية" لتعزيز الابتكار التكنولوجي ودعمه ماليًا، وهو ما انعكس على زيادة نسبة المكونات المصنعة إلى 80% من إجمالي الإنتاج الدفاعي عام 2023 بدلًا من 73% في العام السابق له. كما نجحت شركات الأسلحة التركية في تجاوز معوقات الأوضاع الاقتصادية الصعبة، المتمثلة في انخفاض قيمة الليرة التركية والضغوط التضخمية، وتمتعت بقدرات وصول كبيرة إلى العملات الأجنبية في ظل الطلب الخارجي المتزايد على منتجاتها.

من جهة أخرى، يرى مركز "صدارة" أن الأداء الفعال للأسلحة التركية في كل من أذربيجان وليبيا وسوريا، إضافةً إلى أوكرانيا بداية الحرب، ساهم في تعزيز جاذبيتها ما رفع إجمالي صادرات الأسلحة التركية إلى 5.5 مليار دولار عام 2023، في وقت انضمت فيه أربع شركات تركية، من بينها "بايكار" و"روكيتسان"، إلى قائمة أكبر 100 شركة عالمية لتصنيع الأسلحة. لكن، في المقابل، يرى "صدارة" أن  شركات صناعة الأسلحة التركية تواجه عقبات تحدّ من قدرتها على التنافس مع الولايات المتحدة وروسيا والصين؛ حيث تعتمد على شراء أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة والبرمجيات الحديثة من الشركات الأجنبية، ما يضع قيودًا خارجية على استقلال صناعات تركيا العسكرية.

في المحصلة، يزيد توسيع القدرة التصنيعية المحلية للأسلحة تدريجيًا من استقلال تركيا الاستراتيجي، كما إن ارتفاع حجم صادراتها العسكرية يعزز من دورها على المسرح العالمي كلاعب مؤثر في العديد من الملفات، وهو ما تعمل أنقرة على تكريسه بالتوازي مع تجنب الانخراط في صراعات مع دول أكبر يمكن أن تستنزف بنيتها الصناعية العسكرية الصاعدة.