الحدث:
أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية، في الأول من آذار/ مارس الجاري، مقتل المستشار العسكري بالحرس الثوري، رضا زارعي، في هجوم جوي "إسرائيلي" على مدينة بانياس السورية، إضافةً لمقتل اثنين من عناصر "حزب الله" اللبناني. في السياق ذاته، أفادت مصادر سورية بأن الغارة "الإسرائيلية" استهدفت فيلا بمنطقة بطرايا في أطراف بانياس الجنوبية على الساحل السوري.
الرأي:
يشير استهداف "زارعي" ومرافقيه من قبل جيش الاحتلال، بعد أيام معدودة من استئجارهم الفيلا التي كانوا يقيمون بها، إلى متابعة استخبارية "إسرائيلية" دقيقة لتحركات المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، كما يوضح أن طهران لم تسحب كافة مستشاريها الأمنيين من سوريا، بحسب ما أشارت التسريبات الصحفية الأمريكية عقب حادث مقتل جنود أمريكيين في الأردن، بل عملت على إعادة نشر العديد منهم وتغيير أماكن إقامتهم بعيدًا عن المعاقل التقليدية لهم في حي السيدة زينب، وفي حمص التي تعرضت لضربات "إسرائيلية" مكثفة طالت مسؤول اللوجستيات في محور المقاومة، العميد رضي موسوي، ورئيس محطة استخبارات فيلق القدس في سوريا، حُجّت الله أميدوار، برفقة نائبه ومعاونيه. أما مدينة بانياس فتعتبر ذات أغلبية سنية، وبالتالي تقل الاستهدافات "الإسرائيلية" لها لندرة تواجد الإيرانيين والمليشيات المحسوبة عليهم بها.
من ناحية أخرى، فإن انتماء "زارعي" لبحرية الحرس الثوري وتواجده في بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، التي توجد فيها قاعدة بحرية عسكرية روسية، يرجح اضطلاعه بمهام تتعلق بعمليات الشحن البحري، والتي تزداد احتمالات لجوء طهران لها لنقل اللوجستيات والعتاد، نظرًا لتكرار استهداف الجيش "الإسرائيلي" للمطارات السورية وقوافل نقل الأسلحة على الحدود العراقية السورية وداخل سوريا.
في السياق أيضًا، يذكر أن الغارة "الإسرائيلية" على بانياس وقعت بعد يومين فقط من غارات جوية استهدفت ثلاثة أهداف إيرانية في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، والتي تقع بها غرفة العمليات الرئيسية للحرس الثوري في سوريا، وهو ما يعكس تصميم تل أبيب على تقليم أظافر النفوذ الإيراني في سوريا، واستهداف كبار قادته الذين راكموا خبرة كبيرة على مدار عشر سنوات على الأقل في الساحة السورية. وهذا التوجه سيزداد مع تنامي احتمالات التصعيد ضد "حزب الله" اللبناني، وهو ما يتطلب "إسرائيليًا" استهداف خطوط إمداد الحزب القادمة من إيران والعراق عبر سوريا، واستهداف الخبراء الإيرانيين المشرفين على التنسيق العسكري والأمني واللوجستي مع الحزب في سوريا ولبنان.