قد تكون مهمات رصد أو متابعة أو تنفيذ اغتيالات

حوادث "مشبوهة" تنذر بتصاعد العمل الأمني والاستخباري بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"

الساعة : 16:00
5 مارس 2024
حوادث

الحدث:

ألقى جهاز الأمن التابع لـ"حزب الله" القبض على "مجموعة هولندية مسلّحة" مكونة من ستة أفراد، في منطقة "بئر العبد" بضاحية بيروت الجنوبية أثناء تجولها في المنطقة، وبعد التحقيق معهم تم تسليمهم لمخابرات الجيش، فيما عثر بحوزتهم على أسلحة فردية وذخائر وعتاد وأجهزة إلكترونية. كما أوقف جهاز أمن الحزب شخصًا أجنبيًا يحمل جوازًا دبلوماسيًا إسبانيًا بمنطقة "الكفاءات" في الضاحية الجنوبية، وهو يقوم بعمليات تصوير بواسطة هاتفه في أحد الشوارع ؛ حيث وُجد على هاتفه برنامج متطور يمنع الوصول إلى المعلومات، وجرى تسليمه إلى مخابرات الجيش أيضًا.  وقبل عدة أيام أوقف أمن الحزب في"حي السلم" بالضاحية الجنوبية سيارة تابعة للقوات الإندونيسية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل"، وصادر أجهزة وكاميرات كانت بحوزتها، وتم التحقيق معها في ظل شكوك حول إمكانية قيامها بعمليات تصوير.

الرأي:

تعكس هذه الحوادث دقة وحساسية الوضع الأمني في لبنان في ظل اشتعال جبهة الجنوب ضمن معركة "طوفان الأقصى"، حيث تكاد هذه الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي، وفق مصادر أمنية وعسكرية، من خلال توقيف أشخاص يشتبه في قيامهم بعمل أمني في الضاحية الجنوبية لبيروت أو مناطق أخرى، بعضهم لبنانيون وبعضهم أجانب يحملون جوازات سفر دبلوماسية، إضافة إلى شخصيات من جنسيات متعددة تم توقيفها بالفعل وهي تقوم بأنشطة تصوير أو مراقبة.

كما تشير هذه الحوادث إلى حالة الاستنفار الأمني الشديد لدى "حزب الله" في مناطق نفوذه ضمن إطار رفع جهوزيته التامة؛ حيث فرض الحزب على قياداته اتخاذ إجراءات خشية من عمليات اغتيال، وذلك في ظل تصاعد عمليات الجيش "الإسرائيلي" ضد قيادات "الحزب" الميدانية وقيادات المقاومة الفلسطينية، وتنامي نشاط "الموساد" عبر عملائه لتوفير المعلومات وبنك الأهداف.

ورغم إدلاء من تم توقيفهم بالحوادث بأنهم دخلوا بالخطأ إلى الضاحية الجنوبية (كحالة الدبلوماسي الإسباني) أو الدورية الإندونيسية، أو كانوا يجرون مناورة لإجلاء رعاياهم (كما في حالة القوة الهولندية التي بدت كقوة "كوماندوز")، إلا أن هذه الحوادث تعيد إلى الأذهان آلية عمل القوات "الإسرائيلية" التي قامت بعمليات كوماندوز في لبنان وكان المنفذون يحملون جوازات سفر أجنبية ومنها دبلوماسية.

وبالتالي، فمن غير المستبعد أن تكون مهمات من تم توقيفهم، أو بعضهم، إما الرصد والمتابعة للأهداف (أماكن او شخصيات) أو تنفيذ عمليات خطف أو اغتيال. كما لا يمكن إسقاط مساندة أو مساعدة أجهزة استخبارات أجنبية "للإسرائيليين"، سواءً عبر عملاء يحملون جنسياتها أو متعاونين لبنانيين وغير لبنانيين مقيمين في لبنان، لا سيما مع إدخال سفارات غربية، من بينها البريطانية والكندية، قوات خاصة وذخائر ومعدات "لإجلاء رعاياها" عند الضرورة من لبنان.