الحدث:
أكد وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز" خلال الشهر الجاري، أن لدى بلاده معلومات بأن طهران زودت موسكو بصواريخ أرض-أرض، وهو تصريح يعضد ما نشرته وكالة "رويترز" في شباط/ فبراير الماضي أن إيران زوّدت روسيا بنحو 400 صاروخ، منها صواريخ من طراز "فتح 110" يصل مداها إلى 700كلم؛ حيث بدأ التسليم أوائل عام 2024 بعد اتفاق جرى التوصّل إليه إثر اجتماعات عُقدت بين مسؤولين عسكريين وأمنيين إيرانيين وروس في طهران وموسكو، وقد نُقلت بعض الصواريخ بواسطة السفن عبر بحر قزوين، بينما نُقل جزء آخر بطائرات نقل.
الرأي:
تكشف تصريحات الوزير البريطاني بعض أبعاد حديث سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، إثر لقائه مع نظيره الإيراني، علي أكبر أحمديان، في الـ24 من كانون الثاني/ يناير الماضي عن دخول العلاقات العسكرية الثنائية بين البلدين مرحلة جديدة؛ حيث ظلت طهران مترددة في بيع صواريخ باليستية إلى روسيا خوفًا من العقوبات الأممية، إلى أن انتهى أجل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على بيع الصواريخ الإيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد تحوطت إيران من احتمال تجديد قرار الحظر عبر مجلس الأمن في حال بيعها الصواريخ إلى روسيا مبكرًا.
بالمقابل، فإن بيع صواريخ إيرانية إلى روسيا قد يشجع موسكو على الاستجابة بشكل أسرع لطلبات إيران بشراء أسلحة روسية عالية التقنية، مثل طائرات "سوخوي-35" التي تحدث العديد من المسؤولين الإيرانيين عن قرب حصولهم عليها، فضلًا عن مروحيات "مي- 28" الهجومية، وصولًا إلى نظام الدفاع الجوي "إس-400" الذي تحتاجه طهران لتأمين أجوائها.
كما إن بيع طهران طائرات مسيّرة إلى موسكو لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، قد ساهم في تعميق الشراكة الثنائية بين الجانبين وجمعهما في العمل كجبهة واحدة ضد الولايات المتحدة، في ملفات عديدة تمتد من البحر الأسود إلى الخليج العربي. ومن المرجح أن يزداد التعاون العسكري والأمني بينهما دون أن يتحول إلى تحالف لوجود ملفات أخرى خلافية؛ فكل تقدم تحرزه روسيا في أوكرانيا يساهم في تقويض النفوذ الغربي، كما إن الحروب الخفية وعبر الوكلاء التي تخوضها إيران ضد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تساهم في تخفيف الضغط الأمريكي على روسيا في ملف أوكرانيا.