قضية ستنعكس على أنشطة وتحركات الجالية الفلسطينية ب

تركيا تكشف خلية جديدة للموساد ضمن جهود واسعة ضد أنشطة الاستخبارات الأجنبية

الساعة : 14:15
12 مارس 2024
تركيا تكشف خلية جديدة للموساد ضمن جهود واسعة ضد أنشطة الاستخبارات الأجنبية

الحدث:

قضت محكمة صلح الجزاء الرابعة بمدينة إسطنبول، في الثامن من آذار/ مارس الجاري، بحبس ستة أشخاص بعد انتهاء استجوابهم لدى النيابة العامة بتهمة بيع معلومات حصلوا عليها داخل تركيا لصالح جهاز "الموساد"، وبالإفراج عن شخص سابع مع وضعه قيد الإقامة الجبرية، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان القبض عليهم في عملية مشتركة بين الاستخبارات التركية ومديرية أمن إسطنبول. وقد تبين أن المشتبه بقيادته للخلية، ويُدعى "حمزة تورهان آيبرك"، سبق له العمل مديرًا في الأمن التركي وكان يشارك في البرامج التلفزيونية بصفة "خبير أمني"، كما تبين أن بقية أفراد الخلية موظفون سابقون في الشرطة والدولة التركية.

الرأي:

يُعدّ الإعلان عن الخلية المذكورة أحدث ضربة توجهها الاستخبارات التركية لنظيرتها "الإسرائيلية"، ضمن سلسلة من حوادث توقيف خلايا تابعة لجهاز "الموساد" تنشط على الأراضي التركية، ومن أبرزها اعتقال 33 شخصًا في كانون الثاني/ يناير الماضي، وهو ما يأتي في ظل تزايد التوتر بين حكومتي البلدين منذ اندلاع الحرب على غزة.

إن الإعلان عن ضبط خلايا التجسس "الإسرائيلية" وهويات أعضائها وطرق التواصل بينهم وبين مشغليهم في وسائل الإعلام التركية، عقب تسريبات أخرى (وإن كانت أقل كثافة إعلامية) عن توقيف خلايا تجسس تعمل لصالح دول أخرى؛ مثل توقيف خلية مكونة من ستة أشخاص في شباط/ فبراير الماضي يُشتبه في تجسسهم على جمعيات الإيغور في تركيا ومراقبة نشطاء إيغوريين لصالح بكين، وتوقيف خلية أخرى مكونة من سوريين تعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية، يشير إلى حرص الاستخبارات التركية على تأكيد أن تركيا لم تعد ساحة آمنة لأنشطة الاستخبارات الأجنبية، فضلًا عن توظيف التغطية الإعلامية المكثفة لدعم الموقف السياسي التركي من العدوان "الإسرائيلي" على غزة، وتقديم إنجاز للجمهور الذي انتظر من أنقرة مواقف أكثر قوة تجاه دولة الاحتلال، خصوصًا بعد إعلان تل أبيب نيتها استهداف قادة "حماس" في تركيا وقطر ولبنان.

لكنّ اللافت في قضية التجسس المذكورة هو تمتع الموقوفين فيها بعلاقات جيدة مع كوادر الجالية الفلسطينية والجاليات العربية في تركيا، بل وشهرة رئيس الخلية باعتباره أحد المدافعين عن القضية الفلسطينية في لقاءاته التلفزيونية وعبر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل قدرة الخلية على جمع المعلومات أكثر سهولة لوجود علاقات شخصية مع العناصر والجهات المستهدفة. ومن المتوقع أن تكون للقضية انعكاسات على أنشطة الجالية الفلسطينية داخل تركيا، والتي ستصبح على الأرجح أكثر حذرًا مع إدراكها أنها ضمن دائرة الاستهداف المباشر بأنشطة التجسس "الإسرائيلية"، عبر مواطنين أتراك يبدون انحيازًا لفلسطين.