خطوة سيتخذها كل طرف لتحقيق أهدافه

الرصيف البحري قبالة غزة.. تنسيق أمني جديد رغم الخلافات الأمريكية "الإسرائيلية"

الساعة : 14:45
12 مارس 2024
الرصيف البحري قبالة غزة.. تنسيق أمني جديد رغم الخلافات الأمريكية

الحدث:

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه وجه الجيش الأمريكي لإنشاء "رصيف مؤقت" قبالة سواحل غزة، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية بحرًا إلى القطاع، بينما أعلن "البنتاغون" أن بناء الميناء المؤقت سيستغرق ما يصل إلى 60 يومًا، وسيشارك في ذلك أكثر من ألف جندي أمريكي. وبحسب المعلومات، فإن تواجد الجنود الأمريكيين سيكون على متن السفن ولن يوجد أي جنود على الأرض داخل القطاع. في غضون ذلك، أعلنت كل من المفوضية الأوروبية وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا واليونان تأييد تفعيل الممر البحري لإيصال المساعدات إلى غزة.

الرأي:

يأتي التوجه الأمريكي لإنشاء الرصيف العائم بعد اتساع الفجوة بين إدارة "بايدن" وحكومة "نتنياهو"، رغم الدعم الأمريكي المطلق لـ"إسرائيل" في حربها على القطاع؛ حيث جاء القرار الأمريكي بعد فشل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بشكل مؤقت لإتمام صفقة تبادل الأسرى، التي كانت تدفع الإدارة الأمريكية نحوها بقوة لكنها اصطدمت بتعنت حكومة "نتنياهو"، في ظل تفاقم خطر المجاعة التي يعاني منها شمال القطاع وسط الضغوط الدولية والداخلية على "بايدن"؛ حيث أصبحت عاملًا حساسًا في حسابات إدارة "بايدن" الذي يخشى من تأثيرها على حظوظه الانتخابية.

ورغم خلافات "بايدن" و"نتنياهو"، فإن كليهما يسعى لاستخدام ملف المساعدات لتقويض حكم "حماس" في القطاع، من خلال التعاون مع جهات مدنية أو عائلات لإيجاد آلية لتوزيع المساعدات. إضافةً لذلك، قد يوظف "نتنياهو" هذه الآلية لتكريس فصل شمال القطاع عن جنوبه، من خلال استمرار السيطرة الأمنية "الإسرائيلية" على محور "نتساريم"، والتذرع بوصول المساعدات لمناطق الشمال.

من جهة أخرى، توجد خشية من أن يكون إنشاء الممر البحري ضمن سياق توافق أمريكي "إسرائيلي" قبل تنفيذ عملية برية في رفح؛ حيث طالبت إدارة "بايدن" باتخاذ المزيد من التدابير لحماية المدنيين قبل تنفيذ العملية، كما إنه يتزامن مع التصريحات "الإسرائيلية" بالسيطرة على محور صلاح الدين بما في ذلك معبر رفح الحدودي مع مصر.

في موازاة ذلك، سيثير الرصيف البحري كثيرًا من الشكوك حوله في ظل عدم وجود تفاصيل كافية بشأنه وطريقة تشغيله وإدارته، لكن كل طرف سيحاول الاستفادة منه وتوظيفه لتحقيق أهدافه، سواءً إدارة "بايدن" أو "إسرائيل" أو الأطراف الأخرى مثل: الإمارات التي تسعى لتعزيز حضورها في مستقبل قطاع غزة من خلال التنسيق الأمني بشكل أوسع مع الاحتلال. بالمقابل، ستزداد مخاوف مصر من تأثير الرصيف البحري على ورقة معبر رفح التي تعطي لمصر نفوذاً على الملف الأمني للقطاع.