الحدث:
أعلن الجيش الأردني تنفيذ سبع عمليات إنزال جوية جديدة لمساعدات إغاثية شمالي قطاع غزة، بمشاركة مصر والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا. وقال الجيش إن الإنزالات شملت عددًا من المواقع بقطاع غزة، وشاركت في العملية طائرة من نوع "C130" تابعة لسلاح الجو الملكي، و3 طائرات تابعة للولايات المتحدة، و3 طائرات تابعة لمصر وفرنسا وبلجيكا. وأشار إلى ارتفاع عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية، منذ بدء العدوان على القطاع إلى 38 إنزالًا جويًا أردنيًا، و46 إنزالًا بالتعاون مع دول صديقة.
الرأي :
كرست عمليات الإنزال الإغاثي الأردني المتتالي على قطاع غزة، موقع ومكانة المملكة كشريك إغاثي موثوق يمكن الاعتماد عليه لدى دول العالم والمنطقة، مع تزايد الطلبات الدولية بعمليات إنزال جديدة مشتركة مع الأردن أو من خلاله. كما قدمت عمليات الإنزال الأردن بوصفه دولة يمكن الاعتماد عليه في أية خطط أو برامج إغاثية أو إنسانية مستقبلية لقطاع غزة، كما قدمت العاهل الأردني بوصفه الزعيم العربي الحريص على إغاثة الشعب الفلسطيني.
ويحاول صانع القرار الأردني من خلال تتالي عمليات الإنزال، إعادة التذكير بدور الأردن الإقليمي الذي تراجع لصالح دول التطبيع الجديدة مع الاحتلال، إلى جانب تذكير العالم أن بإمكان الأردن الحضور بملف القضية الفلسطينية، فضلًا عن محاولة تهدئة الغضب الداخلي بسبب استمرار العدوان على غزة.
في المقابل لم تنجح عمليات الإنزال من التخفيف من غضبة الشارع الأردني حيال مشاركة الحكومة في ملف الجسر البري الداعم للاحتلال، واستمرار سماح الدولة للتجار المطبعين بتزويد الاحتلال بالخضروات، فضلًا عن استمرار تشكيك الشارع بالتوجهات الرسمية في ظل الرفض القاطع لتجميد العلاقة مع "إسرائيل"، واستمرار التحالف الاستراتيجي الأمني والعسكري والسياسي مع الولايات المتحدة.