"بايكار" التركية تتعاقد مع أذربيجان وتدخل الخدمة في ألبانيا في استمرار لتوسّع نفوذ تركيا الأمني

الساعة : 14:15
18 مارس 2024

الحدث:

وقّعت شركة "بايكار" التركية لصناعة الطائرات المسيرة اتفاقية "تعاون للبحث والتطوير والإنتاج المشترك" مع وزارة الدفاع الأذربيجانية في آذار/ مارس الجاري، بحضور وزير الدفاع الأذري، ذاكر حسنوف، ورئيس مجلس إدارة "بايكار"، سلجوق بيرقدار. وتزامن توقيع الاتفاقية مع دخول مُسيّرات "بيرقدار تي بي 2" الخدمة في الجيش الألباني في احتفال رسمي حضره المدير العام للشركة، خلوق بيرقدار، خلال افتتاح قاعدة "كوتشوفا" الجوية كأول قاعدة جوية تكتيكية لحلف "الناتو" في ألبانيا.

الرأي:

لا زالت طائرات "بيرقدار" تحصد ثمار إنجازاتها في ليبيا عام 2019 وحرب كاراباخ عام 2020 وفي سوريا ضد قوات "الأسد" بين شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2020؛ حيث تمكنت من إلحاق خسائر فادحة بالقوات المعادية وأثبتت فاعليتها الميدانية في ثلاثة مسارح حربية منفصلة، فضلًا عن مميزاتها المتمثلة في تكلفتها المنخفضة نسبيًا، والتي تتراوح بين سبعة إلى عشرة ملايين دولار للطائرة الواحدة، وكذلك سرعة تسليمها مقارنةً بالطائرات المسيرة غربية الصنع. فقد وقعت ألبانيا عقد الشراء في كانون الأول/ ديسمبر 2022، ثم جرى تسليمها وتدربت الأطقم على تشغيلها ودخلت الطائرات الخدمة الفعلية خلال 14 شهرًا فقط.

وعلى خلفية تلك الميزات صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مؤخرًا بأن تركيا وقّعت حتى الآن عقودًا مع 50 دولة لبيع 770 طائرة مسيّرة، فيما بلغ إجمالي صادراتها رقمًا قياسيًا خلال أول شهرين من عام 2024، وهو 633 مليون دولار. ومن ثم، فإن خريطة انتشار مسيرات "بيرقدار" صارت تعكس توسع النفوذ الأمني التركي الذي أصبح يمتد من جنوب القوقاز إلى شرق أوروبا، فضلًا عن البحر المتوسط وأفريقيا والجزيرة العربية.

من ناحية أخرى، يرى مركز "صدارة" أن السمعة الواسعة التي تحظى بها طائرات "بيرقدار" لم يبددها تواضع تأثيرها في مسرح الحرب الأوكراني؛ فالإنجازات الأولية التي حققتها سرعان ما تبددت عقب تشغيل الجيش الروسي لأنظمة دفاعه الجوي متعددة الطبقات، وأنظمة الحرب الإلكترونية إثر تعثر هجومه السريع على كييف بداية الحرب، وهو ما مكّنه من تحييد خطر "بيرقدار" اعتبارًا من النصف الثاني من عام 2022 فصاعدًا.

وقد تمثلت قيود أداء "بيرقدار" في تحليقها على ارتفاع متوسط وبسرعة منخفضة، ما أثبت أنها فعالة في ساحات المعارك التي يفتقد فيها الخصوم لأنظمة دفاع جوي متطورة. ورغم أن الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" أقر بأن الطائرات دون طيار لم تكن حاسمة كما كان متوقعًا، لكن "بيرقدار" حافظت على أهميتها في الحرب الأوكرانية أثناء العمليات الهجومية وفي جمع المعلومات الاستخبارية، في ظل الحاجة لمخزون كبير من الأسلحة في مواجهة معدل الاستنزاف السريع للعتاد. كما لعبت الطائرات دور الأفخاخ الطائرة لجذب أنظمة الدفاع الجوي الروسية خلال إغراق الطراد "موسكفا" جوهرة أسطول البحر الأسود الروسي، وبالتالي اعتُبرت سلاحًا اقتصاديًا وسريع الجاهزية.

وعليه، يُتوقع أن يتواصل الإقبال على شراء "بيرقدار" من قبل الدول التي تواجه تمردات وجماعات مسلحة لا تملك أنظمة دفاع جوي متطورة، كما هو الحال في إثيوبيا ودول غرب أفريقيا، وفي السعودية والإمارات والكويت لاستخدامها ضد أنشطة المجموعات المسلحة القريبة من حدودها، فضلًا عن مصر التي تشهد كافة حدودها البرية اضطرابات أمنية، ومن طرف الدول التي تواجه جيوشًا غير متطورة كما هو الحال بين أذربيجان وأرمينيا. وبالتالي، ستحافظ مسيّرات "بيرقدار" على مكانتها كسلاح فعال لدى الدول المتوسطة والصغيرة.