الحدث:
شاركت قطع بحرية إيرانية في مناورات مشتركة مع سفن صينية وروسية شمال المحيط الهندي، خلال الفترة من الـ11 إلى الـ15 من آذار/ مارس الجاري ضمن تمرين "الحزام الأمني البحري 2024"، بحضور مراقبين من كل من باكستان وكازاخستان وأذربيجان وسلطنة عمان والهند وجنوب أفريقيا.
الرأي:
يشير عقد تمرين "الحزام الأمني البحري" للمرة الرابعة على التوالي منذ عام 2019، إلى حرص طهران وبكين وموسكو على مواصلة التعزيز المشترك لقدرتهم على تأمين خطوط الملاحة المرتبطة بمصالحهم التجارية والأمنية، وهو ما يضاف إلى عضوية الدول الثلاث في تجمع "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، التي أصبحت مرتبطة بتكوين تكتلات مناهضة للغرب، تتعاون فيما بينها اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، فضلًا عن انتماء دولتين من بين الدول التي راقبت التدريبات، وهما جنوب أفريقيا والهند، إلى مجموعة "بريكس".
وتعد هذه المناورات الأكبر من نوعها من بين تدريبات الحزام الأمني البحري، وقد ركزت بشكل أساسي على عمليات مكافحة القرصنة والبحث والإنقاذ في مساحة تغطي نحو 17 ألف كيلومتر مربع من مياه المحيط الهندي، كما تأتي في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن. وقد شاركت روسيا بالطراد "فارياج سلافا" والسفينة المضادة للغواصات "شابوشنيكوف" من سرب المحيط الهادي، فيما شاركت بكين بالمدمرة "أورومتشي" والفرقاطة "ليني" والسفينة "دونغبينغهو" من فرقة العمل رقم 45 التابعة للبحرية الصينية، في حين شاركت طهران بالعدد الأكبر من السفن وضمت خمس قطع رئيسية شملت المدمرتين "البرز" و"جماران"، فضلًا عن المدمرة "دنا" من بحرية الجيش، والمدمرتين "الشهيد سليماني" و"الشهيد أبومهدي" من بحرية الحرس الثوري.
وقد عملت المدمرة "البرز" مؤخرًا في البحر الأحمر، بينما دخلت المدمرات "دنا" و"أبومهدي" و"سليماني" الخدمة في الأعوام الثلاثة الماضية، وستساعد تدريباتها المشتركة مع السفن الصينية والروسية على اكتساب أطقم تشغيلها خبرات عملية تعزز من جهود طهران في توسيع نطاق وجودها إلى البحار البعيدة، ضمن عقيدة "مسؤولية المياه الزرقاء الاستراتيجية" التي كلف مرشد الثورة، علي خامنئي، القوات البحرية بتنفيذها لحماية المصالح الإيرانية وردع الخصوم. وسوف يساهم ذلك في تحويل الانتباه عن الخليج والتشويش على مبادرات الأمن البحري الإقليمية التي ترعاها واشنطن.