بمشاركته في الدفاع عن "إسرائيل"...الأردن يضع نفسه بمواجهة إيران ويزيد الاحتقان الشعبي الداخلي

الساعة : 15:00
16 أبريل 2024
بمشاركته في الدفاع عن

الحدث:

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن الهجوم الإيراني على "إسرائيل" كشف للمرة الأولى عن "قتال جيش عربي إلى جانب دولة إسرائيل"، موضحًا أن "الشيء الأكثر غباءً الذي فعلته مصادر أمنية "إسرائيلية" هو التبجح علنًا بشأن التعاون الذي حصلت عليه من سلاح الجو الأردني، الذي ساعدها على إسقاط الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز". وأضاف الموقع أن "الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها هي أنه رغم الأمر الظاهر، فإن لإسرائيل حلفاء في المنطقة مستعدون للدفاع عنها".

الرأي:

شكلت المشاركة الأردنية العسكرية المباشرة في صد الهجوم الإيراني على "إسرائيل" تطورًا جوهريًا، في مستوى التحالف الأمني مع كل من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال. وجاء شكل المشاركة الصريح صادمًا للشعب والنخب الأردنية، في الوقت الذي صمتت فيه الدولة عن تقديم رواية رسمية متماسكة، باستثناء الحديث أنها ستتصدى لكل من يحاول استغلال الأجواء الأردنية من أي جهة كانت. كما كشفت المشاركة عن عمق التبعية الأردنية لواشنطن، إضافةً لعمق المصالح الأمنية بين عمّان وتل أبيب، واستعداد صانع القرار حتى للمراهنة على أمن السكان الذين تساقطت عليهم شظايا الطائرات والصواريخ التي تم إسقاطها فوق مدن المملكة.

من جهة أخرى، تضع المشاركة الأردنية المملكة في حالة اصطفاف "أمني وعسكري" مع دولة الاحتلال والولايات المتحدة ضد إيران، التي تمتلك أذرعًا مسلحة على طول الحدود الأردنية شرقًا وشمالًا، وهو الأمر الذي يفتح احتمالات توجيه طهران رسائل ردع أمنية للمملكة، وإن كان ليس من المرجح في الظروف الراهنة أن تطال القواعد والمصالح الأمريكية في الأردن.

وفي موازارة ذلك، ستؤدي هذه المشاركة لمزيد من الاحتقان بين الشارع الأردني وصانع القرار، ما يعني مزيدًا من استخدام سياسة العصا الأمنية، في حين أنه من غير المتوقع أن يحصل الأردن بالمقابل على أي تنازلات سياسية جوهرية ثمينة من حكومة الاحتلال، سواءً في مدينة القدس وملف الأقصى أو ما يرتبط بحالة الغليان في الضفة الغربية.