مشاركة سعودية وإماراتية محدودة في التصدي لهجوم إيران على "إسرائيل" تماشيًا مع تفاهماتهما الأمنية مع طهران

الساعة : 15:15
16 أبريل 2024
مشاركة سعودية وإماراتية محدودة في التصدي لهجوم إيران على

الحدث:

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين عرب، أن كلًا من السعودية والإمارات تبادلتا معلومات استخبارية ساهمت في التصدي الدفاعي الناجح على هجوم إيران الجوي الواسع ضد "إسرائيل"، لكن المسؤولين أكدوا للصحيفة أن الدولتين الخليجيتين منعتا الولايات المتحدة و"إسرائيل" من استخدام مجالهما الجوي لاعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

الرأي:

يشير هذا السلوك السعودي والإماراتي إلى حرص الدولتين على الحد من التورط المباشر في أي جهود عسكرية تستهدف إيران، وفي الوقت نفسه مواصلة التعاون الأمني مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وهي معادلة معقدة تزداد صعوبتها كلما تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران ودولة الاحتلال.

ورغم أن قرار منع الولايات المتحدة من استخدام أجواء الدولتين يشير إلى استجابتهما للتفاهمات الأمنية، التي سبق التوصل إليها مع إيران وشكلت أساس تطبيع العلاقات، فإن عملية التصدي الواسعة للهجوم الإيراني أظهرت للمرة الأولى أن ثمة منظومة إنذار جوي مبكر تقوم على تبادل المعلومات، جرى تطويرها بين الدولتين من جهة والولايات المتحدة و"إسرائيل" من جهة أخرى بهدف التصدي للتهديدات الإيرانية الإقليمية، التي قد تستهدف أيًّا من تلك الدول.

كما يشير النهج السعودي والإماراتي الحذر إلى أن كلا الدولتين مازالتا تضعان أولوية لتجنب التصعيد ضد إيران، في ظل عدم حصول أي منهما حتى الآن على الالتزامات الأمنية والدفاعية من قبل الولايات المتحدة. لذلك، فإن السعودية والإمارات، إضافةً إلى الكويت، سبق أن رفضت أيضًا استخدام الولايات المتحدة قواعدها في شن هجمات ضد الحوثيين، كما تجنبت المشاركة في التحالف العسكري البحري الذي تقوده واشنطن في البحر الأحمر للتصدي لهجمات الحوثيين.

والخلاصة، أن دول الخليج ستواصل التمسك بأولويتها الأمنية المتمثلة في تجنب التصعيد ضد إيران، والضغط على واشنطن من خلال ربط تصعيد تعاونها الأمني الإقليمي ضد إيران بالتوصل أولًا لاتفاقيات دفاعية ثنائية ملزمة بين كل دولة منها على حدة وبين الولايات المتحدة؛ بحيث تمثل حصانة لها ضد أي هجمات إيرانية انتقامية.