إخفاق 7 أكتوبر يطيح برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ويفتح المجال لمزيدٍ من الاستقالات في "إسرائيل"

الساعة : 15:45
22 أبريل 2024
إخفاق 7 أكتوبر  يطيح برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ويفتح المجال لمزيدٍ من الاستقالات في

الحدث:

تقدّم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، أهارون حاليفا، بالاستقالة إلى رئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي. وأوضحت وسائل الإعلام العبرية أن الاستقالة جاءت بعد إقرار "حاليفا" بتحمله المسؤولية الكاملة عن الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر،  فضلًا عن اعترافه بأن جهاز الاستخبارات العسكرية لم يؤدّ مهامه المطلوبة التي تدرب عليها، مُقرًا بالفشل الكبير في ذلك اليوم والإخفاق في توقُع الهجوم وما بعده.

الرأي:  

تُعد استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاستقالة الرسمية الأولى لمسؤول "إسرائيلي" رفيع بهذا المستوى، وخاصة في مؤسسة الجيش، وذلك بعد أن كان يُنظر إلى استقالة رئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان"، عميت ساعر، بأنها الأرفع، باعتباره من بين المسؤولين عن إخفاقات 7 أكتوبر والحرب الجاريّة.  وتأتي هذه الاستقالة وسط تصاعد المطالبات في الشارع "الإسرائيلي" بمحاسبة المسؤولين العسكريين والسياسيين، عن الفشل الكبير في إمكانية الكشف عن الهجوم والتعامل معه في وقت مبكر، حيث نالت  الاستخبارات العسكرية النصيب الأكبر من السخط الشعبي والحكومي ولا سيما من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للتهرب من تحمل المسؤولية عن الهجوم وتحميلها بشكل كامل للأجهزة الاستخباراتية والأمنية. ويعزى ذلك السخط إلى أن الاستخبارات العسكرية فشلت فشلًا ذريعًا في التنبؤ بما يحدث داخل قطاع غزة وفي الكشف المبكر عن التجهيزات للعملية والتي قد تكون استغرقت فترة تجاوزت السنتين على أقل التقديرات.

كما جاءت الاستقالة في ظل الإخفاق في تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة على القطاع بعد نحو ستة أشهر على اندلاع الحرب، حيث تصاعدت الخلافات بين المستوى السياسي والمستوى الأمني والعسكري في تحمل المسؤولية عن هذه الإخفاقات وعدم القدرة على إعادة الأسرى "الإسرائيليين" المحتجزين لدى المقاومة، وتهرّب حكومة "نتنياهو" من إجراء صفقة التبادل حتى الآن، والذي يسعى هو وتحالفه لإطالة أمد الحرب والتحصن من المساءلة عن إخفاقات الحرب و7 أكتوبر.

وبالتالي، من المرجّح أن تُعيد استقالة "حاليفا" ملف تحمل المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر إلى واجهة التجاذبات بين المستويات السياسية والأمنية والعسكرية من جديد، كما أنها ستزيد الضغط من الشارع والمعارضة على بقية قادة المؤسسة العسكرية والأمنية وخاصة رئيس هيئة الأركان "هاليفي" ورئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، إضافة لقادة المستوى السياسي وعلى رأسهم "نتنياهو" ووزير الدفاع، يوآف غالانت، لدفعهم نحو سلوك ذات التوجّه.