الحدث:
اغتالت طائرة مسيّرة "إسرائيلية" القياديين في "قوات الفجر"، الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية في لبنان، مصعب خلف، وبلال خلف، عبر استهداف سيارة مدنية كانا يستقلانها على طريق بلدة "ميدون" في منطقة البقاع الغربي شرق لبنان. وأعلن المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، أفيخاي أدرعي، أن "إسرائيل" قامت بتصفية "مصعب خلف" المسؤول العسكري في "الجماعة الإسلامية" التي وصفها بـ"الإرهابية"، لتورطه في تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل"، على حد وصفه.
الرأي:
دخلت الجماعة الإسلامية" بلبنان على خط جبهة جنوب لبنان منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" من خلال جناحها المقاوم "قوات الفجر"، عبر تنفيذ عدة عمليات لإطلاق الصوراريخ انطلاقًا من أماكن تواجدها في القرى السنية الحدودية في شبعا وكفر شوبا وغيرها. وقد سقط من أفرادها عدة عناصر أثناء قيامهم بعمليات إطلاق الصواريخ، لكن هذه العملية تعد الأولى من نوعها التي يتم فيها تنفيذ اغتيال مباشر لمسؤولين في "قوات الفجر" وخارج منطقة العمليات في الجنوب اللبناني.
وتدل هذه العملية بشكل واضح على أن ملف "قوات الفجر"، وربما "الجماعة الإسلامية" بقيادييها وأماكن تواجدها على امتداد الساحة اللبنانية ومؤسساتها الطبية والتنظيمية والاجتماعية، أصبحت تحت مجهر الرصد والمتابعة الدقيقة من قبل العدو "الإسرائيلي"، لجمع المعلومات وتشكيل "بنك أهداف" تزامنًا مع الحملات الإعلامية التي تحمل تهديدات ليس آخرها تسليط الضوء على أمينها العام ووصفه بالرجل الخطير، والتحريض على عمل الجماعة المقاوم. وبالتالي، فمن غير المستبعد أن نشهد عمليات اغتيال لقيادات أو عناصر في "قوات الفجر" أو ربما في الجماعة وحتى استهداف مراكز أو مؤسسات تابعة لها.
بالمقابل، يحظى ملف العمل المقاوم للجماعة باهتمام داخلي ملحوظ في لبنان؛ فمن جهتها تعمل الأجهزة الأمنية على اختلاف مشاربها على جمع المعلومات حول هذا الملف بكافة تفاصيله، في الوقت الذي تشُن فيه الأحزاب المسيحية وتيار "المستقبل" ونواب مستقلون وشخصيات سنية تصف نفسها بـ"المعتدلة"، حملة ضد الجماعة تحت عناوين "حصرية السلاح بيد الدولة"، و"الخوف من التطرف السني" و"توفير الغطاء السني لحزب الله"، دون إغفال أن سفارات دول إقليمية وعربية ذات نشاط وتأثير في لبنان، إضافةً للسفارة الأمريكية وسفارات غربية، تضع نشاط الجماعة برمته تحت الرصد والرقابة.