الحدث:
أعلنت الشرطة "الإسرائيلية" أن مواطنًا تركيًا طعن شرطيًا "إسرائيليًا" قرب باب الساهرة بالبلدة القديمة بالقدس، قبل أن يطلق عليه الجنود النار ويردوه قتيلًا على الفور. وأوضحت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن منفذ العملية سائح تركي وصل الإثنين الماضي إلى المدينة، فيما كشف مصدر رسمي بالشرطة أنه يدعى "حسن سكالانان" وأنه يبلغ من العمر 34 عامًا.
الرأي:
تزيد هذه العملية من تعقيد المشهد أمام أجهزة الأمن "الإسرائيلية" التي لا تستطيع التنبؤ بها لكونها غير مسبوقة، نظرًا لأن المنفذ سائح وأنه قرر على الأرجح تنفيذ العملية بشكل فردي، ما ساعده في التغلب على كل الإجراءات الأمنية المكثفة في القدس وفي محيط المسجد الأقصى، الوجهة الرئيسية للسياح الأتراك.
بدورها، ستسعى الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" لاتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة، خشية تكرار مثل هذه العمليات وانخراط السياح (خصوصًا الأتراك) في مثل هذه العمليات، لا سيما في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" في قطاع غزة، وهو ما قد يؤدي على الأرجح لقيود على السياح الأتراك.
من جهة أخرى، تأتي العملية وسط تصاعد الغضب الشعبي العالمي، لا سيما في الجامعات الأمريكية والغربية، ضد "إسرائيل" بسبب استمرار حربها العدوانية على غزة، وكذلك وسط استمرار بل تصاعد حالة الغضب الشعبي في تركيا، والتي وصلت لمرحلة العداء لكل ما هو "إسرائيلي"، ما يزيد من احتمال انخراط غير الفلسطينيين في استهداف أي مصالح "إسرائيلية" أو القيام بمثل هذه العملية مسقبلًا.
والخلاصة أن مثل هذه العملية ستنعكس سلبًا على العلاقة المتوترة أصلًا بين تركيا و"إسرائيل"، لا سيما في حال اتجهت "إسرائيل" لتقييد قدوم السياح الأتراك إلى مدينة القدس أو منعهم بشكل نهائي على الأقل حتى انتهاء الحرب على غزة. ومن المتوقع أن تحاول "إسرائيل" استغلال الحادثة للرد على الخطوة التركية بتقييد التجارة معها بوقف تصدير 54 منتجًا إليها، وسط ضغط شعبي وحزبي كبير ومتواصل تعرضت له الحكومة التركية، حتى وصل إلى مطالبتها بقطع العلاقات بشكل كامل مع "إسرائيل". إضافةً لذلك، فإن "إسرائيل" ترفض أي دور تركي في المباحثات الجارية والوساطة لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإجراء صفقة لتبادل الأسرى، ما سيؤدي إلى تدهور العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها في مختلف المجالات على الأقل في المدى المنظور.