الحدث:
أعلنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "طلائع الشهيد محمد صلاح" مسؤوليتها عن مقتل رجل الأعمال "الإسرائيلي"-الكندي، زيف كيبر، في الإسكندرية، والذي قالت إنه يتخذ من عمله التجاري غطاء لممارسة "نشاطه في جمع المعلومات وتجنيد ضعاف النفوس لصالح جهاز الموساد". وتعهدت المجموعة بعدم السماح بأي أنشطة لـ"الموساد" على أرض مصر، كما حذرت من أن استمرار حرب الإبادة في غزة تعني ملاحقة "الصهاينة وداعميهم في كامل الجغرافيا العربية والإسلامية". من جانبها، قالت "القناة 12" العبرية إن "كيبر" قتل برصاص مسدس بينما كان يستقل سيارته، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن خارجية الاحتلال تتابع القضية، فيما وصفت وزارة الداخلية المصرية الحادث بـ"الجنائي".
الرأي:
تمثل هذه العملية أول عملية "منظمة" تستهدف "إسرائيليين" في مصر منذ سنوات طويلة؛ حيث اتخذت أحدث الهجمات طابعًا فرديًا عفويًا، بما في ذلك الهجوم الذي نفذه مجند الأمن المركزي المصري، محمد صلاح، في الثالث من حزيران/ يونيو 2023، عبر الحدود المصرية "الإسرائيلية" قرب معبر العوجة، حيث هاجم موقع حراسة "إسرائيلي"، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين "إسرائيليين" واستشهاده. وفي اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى"، قُتل سائحان "إسرائيليان" في الإسكندرية على يد شرطي مصري، دون أن يكون لأي من الشخصين انتماءات أو ارتباطات أوسع.
لا شك أن الهجوم سيثير استنفار أجهزة الأمن المصرية، ليس فقط لأن جهة منظمة تقف وراءه، ما يعني احتمال أن تكون هناك هجمات لاحقة، لكن لأنه قد يحفز تحركات فردية أخرى يصعب التنبؤ بها. كما إن هذا الهجوم يفتح الباب لسعي مجموعات أخرى لاستهداف أوسع للتواجد "الإسرائيلي" داخل مصر، في ظل الاحتقان الذي يسببه استمرار حرب غزة والاتهامات الموجهة للقاهرة بمواصلة العلاقات التجارية مع الاحتلال، فضلًا عن التنسيق والتفاهم الأمني والعسكري على الحدود، دون اتخاذ مصر خطوات لمنع الهجوم على رفح وإعادة احتلال محور صلاح الدين ومعبر رفح.
بصورة عامة، وبغض النظر عن طبيعة المجموعة المنفذة التي مازال يكتنفها الغموض، فإن الهجوم يرسل رسالة واضحة أن تداعيات حرب غزة على دول المنطقة لم تتوقف بعد، وأن استمرار الحرب سيُبقي دول المنطقة، خاصة التي تواصل العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الاحتلال، عرضة لمزيد من التحديات الأمنية الداخلية، سواء التحركات الشعبية أو الأنشطة المسلحة.