تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لـ"إسرائيل"...تباين تكتيكي لا يؤثر على دعم واشنطن الكامل لأهداف الحرب

الساعة : 15:15
9 مايو 2024
تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لـ

الحدث:

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن بلاده لن تزود "إسرائيل" ببعض أنواع الأسلحة، لا سيما أنواع محددة من القنابل الثقيلة التي قد تستخدمها في شن هجوم واسع النطاق على رفح، بسبب القلق على سلامة أكثر من مليون مدني لجؤوا إلى المدينة. وأضاف "بايدن" أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بدعم "إسرائيل" بالصواريخ الدفاعية والأسلحة، مؤكدًا أنه لن يتم تزويدها بهذه الأسلحة إذا قررت اجتياح رفح. من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إنهم يجرون تقييمًا لموضوع الأسلحة المزمع إرسالها قريبًا إلى "إسرائيل"، في إطار الهجوم البري الشامل على رفح، بينما اعتبرت "إسرائيل" بالمقابل أن الأمر "مخيب للآمال للغاية بل ومحبط".

الرأي:

بادئ ذي بدء، لا يعكس قرار الإدارة الأمريكية أي تراجع عن دعم أهداف الحرب "الإسرائيلية" على غزة، المتمثلة في القضاء على قدرات "حماس" العسكرية وإنهاء دورها في حكم القطاع. كما إن القرار لا يعكس رفض الإدارة لاجتياح رفح، باعتبار أنه ضروري لإنهاء قدرات "حماس"، وقد عبر مسؤولو الإدارة عن ذلك بالتأكيد على مشروعية العملية "الإسرائيلية".

ووسط هذا الدعم غير المحدود من قبل إدارة "بايدن" لـ"إسرائيل" في حربها على غزة، إلا أنها المرة الأولى التي تعلق فيها واشنطن إرسال أسلحة إلى "إسرائيل"، وهو ما يتوافق مع تحذير الإدارة لـ"نتنياهو" وحكومته فيما يتعلق ببدء هجوم بري كبير على رفح، دون خطة واضحة لإجلاء أكثر من 1.2 مليون فلسطيني لجؤوا للمدينة في ظل استمرار الحرب.

ومن ثمّ فإن الخلاف يتعلق بكيفية إدارة العملية ووقتها؛ حيث تحاول إدارة "بايدن" توجيه رسالة للداخل الأمريكي بأنها تمارس ضغطًا حقيقيًا على "إسرائيل"، لا سيما في ظل تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية ضد الدعم العسكري المتواصل لها؛ حيث يخشى "بايدن" من تأثير الحرب على حظوظه الانتخابية بسبب دور إدارته في الحرب. لذلك، فإن حجب القذائف الثقيلة (وزن 2000 رطل و500 رطل) يستهدف ضمان عدم استخدامها في منطقة مكتظة بالسكان مثل رفح، لأنها ستحدث خسائر بشرية كارثية تزيد من الضغوط الشعبية على إدارة "بايدن". إلى جانب ذلك، هناك ضغوط دولية على واشنطن باعتبارها صاحبة القدرة الحقيقية في التأثير على "إسرائيل".

ويتضح من القرار الأمريكي أن حكومة الاحتلال لم تعالج مخاوف واشنطن بشأن خططها لاجتياح رفح، ما يعني أن احتمالات تصاعد العملية العسكرية في رفح مازالت قائمة، وهو أمر قد يزيد من توتر العلاقة بين واشنطن و"تل أبيب"، لا سيما في ظل تعنت "نتنياهو" وحكومته في العديد من القضايا على عكس ما تريده إدارة "بايدن".

والخلاصة، بحسب ما يرى مركز "صدارة"، أن القرار الأمريكي على الأرجح لن يؤثر على مجريات الحرب على غزة، لكنّ تأثيره الأكبر سيكون على قرارات أوسع مثل شن حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان؛ حيث أوضح الرد الإيراني على قصف القنصلية في دمشق أن "إسرائيل" لا يمكنها الاتجاه لحرب واسعة دون دعم أمريكي غير محدود عسكريًا وسياسيًا. كما إن الخطوة الأمريكية قد تشجع العديد من الدول، التي تصدر أسلحتها إلى "إسرائيل"، أن تحذو حذو واشنطن في ممارسة الضغط على "إسرائيل"، الأمر الذي يضع مزيدًا من الضغوط السياسية على حكومة الاحتلال.