تجدد القتال شمال غزة يعكس تكتيكًا جديدًا تتبعه المقاومة لاستنزاف جيش الاحتلال

الساعة : 12:15
14 مايو 2024
تجدد القتال شمال غزة يعكس تكتيكًا جديدًا تتبعه المقاومة لاستنزاف جيش الاحتلال

الحدث:

أعلن جيش الاحتلال توسيع هجماته البرية والجوية على عدة محاور في غزة لا سيما شمال القطاع، وذلك تزامنًا مع بدء الاجتياح البري للجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب القطاع.  وقال الجيش إنه قرر العودة للعمل في منطقة جباليا؛ حيث نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر بالجيش قولها إن المقاومة أعادت تنظيم صفوفها شمال القطاع، مضيفة أن "حماس" عادت إلى مناطق شمال القطاع نظرًا لعدم وجود قوة بديلة، مؤكدةً أنه من الصعب ترجمة الإنجازات العملياتية للجيش دون تحرك استراتيجي.

الرأي:

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الجميع نحو بدء الاجتياح البري لمدينة رفح أقصى جنوب القطاع، رغم التحذيرات الدولية والإقليمية من تبعات الهجوم على الملاذ الأخير لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني، فقد وجهت تطورات دراماتيكية ولافتة خلال اليومين الماضيين الأنظار مجددًا إلى محاور القتال شمال القطاع؛ حيث عاد جيش الاحتلال للتوغل في منطقة حي الزيتون شرق غزة ومنطقة جباليا، وسط معارك ضارية مع المقاومة.

يأتي هذا التطور اللافت بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء الحرب وادعاء جيش الاحتلال وحكومته بأنه تم تفكيك كتائب المقاومة شمال غزة، لكن عودة المعارك الضارية هناك ينفي صحة المزاعم "الإسرائيلية"، لا سيما وأن الجيش أعلن مقتل خمسة من ضباطه وجنوده في حي الزيتون وإصابة نحو 50 جنديًا في يوم واحد فقط في محاور القتال، تزامنًا مع إعلان "كتائب القسام" عن استهداف وتدمير العديد من الدبابات والآليات العسكرية "الإسرائيلية"، خصوصًا في حي الزيتون ومنطقة جباليا مع استمرار تصديها للهجوم البري في رفح.

ومن خلال متابعة هذه التطورات، يُلاحظ أن المقاومة تتبع تكتيكًا جديدًا من خلال مواصلة استنزاف الجيش "الإسرائيلي" في مناطق تموضعه الثابتة، على محور نتساريم في قلب القطاع أو على تخومه كما حدث في استهداف موقع "كرم أبو سالم" العسكري، مع مواصلة التماشي مع مستجدات الميدان، الأمر الذي ساهم في تآكل أي إنجازات تكتيكية لجيش الاحتلال في المناطق التي قام باجتياحها في الشمال أو في خانيونس، ما أثار مزيدًا من الشكوك حول نجاعة الاستراتيجية الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية" حتى الآن، رغم مرور نحو 220 يومًا على الحرب.

إضافةً لذلك، تشير عودة المعارك إلى قدرة المقاومة على إعادة تنظيم صفوفها بشكل سريع وبما يتوافق مع مستجدات الميدان، ما يعقد الأمر على جيش الاحتلال لا سيما في ظل استمرار "نتنياهو" في الهروب من استحقاق "اليوم التالي" وإجراء صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن يعود القتال في باقي المحاور التي انسحب منها جيش الاحتلال، وأن يتجه لاتباع سلوك عسكري جديد في محاولة للتغلب على تعقيدات الميدان.