مقتل "رئيسي" يكشف عن قصور أمني ولوجستي لدى إيران في حين يظهر قدرات مؤسساتها السياسية والأمنية على امتصاص الصدمات

الساعة : 15:45
20 مايو 2024
مقتل

الحدث:

أعلنت السلطات الإيرانية في 20 مايو/ أيار 2024 وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان، وعدد من مرافقيهما في تحطم مروحية أقلتهم في رحلة العودة من افتتاح سد "قيز قلعه سي" على الحدود مع أذربيجان. وجرى تعيين نائب الرئيس محمد مخبر قائماً بأعمال الرئيس لحين إجراء انتخابات رئاسية خلال خمسين يوما، وتعيين مساعد وزير الخارجية علي باقري كني ، قائماً بأعمال وزير الخارجية.

الرأي:

يكشف سقوط مروحية الرئيس الإيراني، والعثور عليها بعد نحو 15 ساعة من اختفائها عن شاشات الرادار، والاستعانة بطائرة مسيرة تركية من طراز أكينجي لتحديد موقع الحطام، عن افتقاد إيران لمنصات بحث واستطلاع متطورة يمكنها العثور سريعاً على الحطام باستخدام أجهزة رؤية ليلية، فيما ستضيف الحادثة لرصيد الطيران التركي المسير الذي تمكّن من تحديد موقع الحطام خلال وقت وجيز من دخوله الأجواء الإيرانية.

وتفتح حادثة سقوط الطائرة الباب لاحتمالات عديدة من أبرزها:

·        أنها وقعت بشكل قدري بسبب الغيوم، لكن هذا يعني إخفاقاً شديداً في منظومة حماية الرئيس عبر السماح لطائرته بالتحليق في أجواء خطرة، وبرفقته عدد من كبار المسؤولين.

·        أن الحادث وقع نتيجة ضعف عمليات الصيانة وعدم توافر قطع الغيار للمروحية أمريكية الصنع التي تعود إلى عهد الشاه، ولذا حمّل وزير الخارجية السابق جواد ظريف واشنطن المسؤولية عن سقوط الطائرة بسبب العقوبات التي تفرضها على توريد قطع الغيار. ولكن يشير هذا الاحتمال أيضاً لخلل في تأمين الرئيس، والذي يُفترض أن يعتمد على طائرات مُجهزة بعناية، دون الاعتماد على مروحية أمريكية قديمة الطراز.

·        أن الحادث نتيجة عمل استخباري خارجي ألحق ضررا بأجهزة الطائرة، وقد سبق للموساد تنفيذ عمليات معقدة داخل إيران كما في اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، وهذا سيكشفه فحص الحطام.

·        أو أن العملية حدثت ضمن صراعات داخلية في ظل تزايد فرص رئيسي لخلافة المرشد خامنئي، وقد سبق أن اتهم عدد من أبناء الرئيس السابق رفسنجاني جهات داخلية بإغراق والدهم في حمام سباحة للتخلص منه.

ستظهر التحقيقات اللاحقة حقيقة ما حدث، لكن طبيعة الحادث، وفقدان الطائرة للعديد من الساعات، وضعف قدرات البحث، كلها أمور ستلحق الضرر بصورة إيران. في المقابل تظهر القرارات السريعة بتعيين شخصيات أخرى لقيادة المرحلة الانتقالية، وتحديد موعد لإجراء انتخابات خلال أقل من شهرين، أن المؤسسات التي بنتها الثورة الإيرانية قادرة على امتصاص المفاجئات، وتعويض غياب أي مسؤول، مثلما حدث سابقا عقب وفاة مرشد الثورة آية الله الخميني عام 1989، ثم مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020، حيث صمد النظام ولم تتغير بوصلته وسياساته، ومن ثم فإن احتمال حدوث اضطرابات أمنية على وقع الفراغ السياسي المفاجئ لا يبدو مرجحًا.