إتمام صفقة طائرات "بيرقدار" مع بولندا يعزز موقع تركيا في "الناتو" ويدعم هيكل الدفاع الغربي في مواجهة روسيا

الساعة : 14:15
22 مايو 2024
إتمام صفقة طائرات

الحدث:

قامت شركة "بايكار" التركية لصناعة الطائرات المسيرة في الـ17 من أيار/ مايو الجاري، بتسليم بولندا الدفعة الرابعة والأخيرة من صفقة طائرات "بيرقدار تي بي2" التي تضم 24 طائرة سبق التعاقد عليها عام 2021. وقد حضر حفل التسليم في بولندا رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، خلوق غورغون، ومدير عام شركة "بايكار"، خلوق بيرقدار.

الرأي:

تنبع أهمية تسليم صفقة طائرات "بيرقدار" إلى بولندا من كونها صفقة البيع الأولى لدولة عضو في "الناتو"، وهو ما يعزز من الثقة في الطائرات التركية المسيرة، خاصةً في ظل أهمية بولندا في هيكل الدفاع الغربي حاليًا كنقطة ارتكاز عسكري في مواجهة روسيا، وهو ما يؤكد بالتالي موقع تركيا كشريك أمني حيوي في جهود الولايات المتحدة و"الناتو" بعيدة المدى لتثبيت توازن ردع أوروبي في مواجهة روسيا.

الجدير بالذكر أن تركيا بدأت صناعة الطائرات المسيرة بهدف الاكتفاء الذاتي، ولتحقيق أهداف محلية من قبيل استهداف معسكرات "حزب العمال الكردستاني" في المناطق الجبلية الوعرة التي يصعب الوصول إليها برًا، ودون استخدام الطيران الحربي المأهول باهظ التكلفة، لكن النجاحات التي حققتها المسيّرات التركية جذبت نحو ثلاثين دولة لشرائها. غير أن القيود المالية عرقلت من وتيرة توطين الصناعات الدفاعية والطائرات المسيرة في تركيا بشكل كامل؛ حيث تعتمد الصناعات الدفاعية التركية على مكونات مستوردة مثل برامج التشغيل والمحركات والمكونات الإلكترونية الدقيقة وأجهزة الاستشعار، وهذا ما يجعل أنقرة عرضة للضغوط الغربية، كما حدث في حالة كندا التي جمدت لفترة تسليم مكونات تقنية وأنظمة كاميرات متطورة تدخل في صناعة الطائرات المسيرة.

لكن رغم ما تشهده صناعة الطائرات المسيرة من ازدهار في تركيا، إلا أنها تقف على مفترق طرق فيما يتعلق بمسارها المستقبلي؛ حيث يتطلب الاحتفاظ بالتفوق على المنافسين الآخرين في سوق الأسلحة توفير سلاسل توريد أجنبية مستدامة، أو الاستثمار في تصنيع المكونات والتقنيات الداخلة في الطائرات المسيرة محليًا، وهو أمر يتطلب أموالًا باهظة قد تكون غير متوفرة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تمر بها تركيا. وهنا تأتي أهمية المبيعات الخارجية كما في الصفقة البولندية؛ حيث تدر أموالًا تتيح مواصلة عمليات البحث والتطوير مع إنتاج كميات كبيرة من تلك الطائرات، ما يقلل من التكلفة الإجمالية.