واشنطن وطهران متمسكتان بالتهدئة وتتجنبان التصعيد الإقليمي وتتفرغان لأوضاعهما الداخلية

الساعة : 14:15
28 مايو 2024
واشنطن وطهران متمسكتان بالتهدئة وتتجنبان التصعيد الإقليمي وتتفرغان لأوضاعهما الداخلية

الحدث:

أفادت مصادر دبلوماسية لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إدارة "بايدن" تعارض سعي لندن وباريس، لاستصدار قرار ضد طهران في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أوائل حزيران/ يونيو القادم، كما ضغطت على دول أخرى للامتناع عن التصويت على مشروع القرار، وذلك بهدف منع تصاعد التوتر مع طهران قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.

الرأي:

تعمل إدارة "بايدن" على التهدئة مع إيران عقب التصعيد الذي شهدته المنطقة إثر القصف "الإسرائيلي" لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي تلاه قصف إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة لقاعدتين عسكريتين في النقب، ما هدد بتحوّل الحرب في غزة إلى معركة إقليمية لا تريدها واشنطن ولا طهران.

كما لعبت الدبلوماسية السرية دورًا في التهدئة بعيدًا عن ضجيج التصريحات الإعلامية؛ حيث استضافت سلطنة عمان جولة محادثات غير مباشرة ضمت كلّا من كبير مستشاري "بايدن" لشؤون الشرق الأوسط، بيرت ماكغورك، والمبعوث الأمريكي المؤقت لشؤون إيران، إبرام بيلي، مع نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، نهاية نيسان/ أبريل الماضي، قبل أن يتولى "كني" منصب وزير الخارجية بشكل مؤقت عقب وفاة الوزير "أمير عبداللهيان" في حادث الطائرة الأخير.

في هذا الإطار، تريد واشنطن استمرار وقف هجمات المليشيات والجماعات الموالية لإيران ضد القوات الأمريكية، وهو الهدوء الذي تحقق عقب حملة القصف الأمريكي الانتقامي في العراق وسوريا ردًا على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات، في هجوم نفذته "كتائب حزب الله العراقي" على القوات الأمريكية بالأردن. كما تريد إدارة "بايدن" خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية التفرغ للملفات الداخلية وكبح صعود "ترامب" وفق نتائج استطلاعات الرأي.

بالمقابل، تبحث طهران عن تخفيف للعقوبات ضدها وضمانات بتجنب استهداف الأراضي الإيرانية، أو منح ضوء أخضر أمريكي لهجوم "إسرائيلي" يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، إضافةً إلى انشغالها بترتيب البيت الداخلي عقب وفاة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية، فضلًا عن الاستعداد لاحتمال عودة "ترامب" للرئاسة بما يحمله ذلك من تحديات تشمل عودة سياسة الضغط القصوى التي أنهكت الاقتصاد الإيراني.