مواجهة أمريكا وبريطانيا للحوثيين ستزيد تعقيد الأوضاع وتعصف بالجهود الدبلوماسية

الساعة : 14:30
28 مايو 2024
مواجهة أمريكا وبريطانيا للحوثيين ستزيد تعقيد الأوضاع وتعصف بالجهود الدبلوماسية

الحدث:

شهدت جبهة البحر الأحمر اشتباكات بين القوات البحرية التابعة لجماعة الحوثي والبحريتين الأمريكية والبريطانية، وذلك تزامنًا مع مواجهات على جبهة حيفان جنوب محافظة تعز بين قوات الحوثي وتشكيلات موالية للتحالف السعودي – الإماراتي، حاولت التقدم للسيطرة على مواقع استراتيجية. في موازاة ذلك، أعلنت قوات الحوثي عن إسقاط طائرة أمريكية من طراز "إم كيو 9" في أجواء محافظة البيضاء، وذلك تزامنًا مع تحركات مكثفة للمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي يسعى للحفاظ على التهدئة بين صنعاء والأطراف الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي والدفع نحو اتفاق مستدام.

الرأي:

يكشف هذا التصعيد التعقيدات المتزايدة للصراع في اليمن؛ حيث تشير الاشتباكات البحرية والبرية إلى تشابك المصالح الإقليمية والدولية، إذ تعد الاشتباكات البحرية مؤشرًا على التوتر المتصاعد في البحر الأحمر، كما تُظهر محاولات الحوثيين لتعزيز نفوذهم العسكري والضغط على القوى الدولية، من خلال مواصلة استهداف الملاحة المرتبطة بالاحتلال "الإسرائيلي" وحلفائه في مضيق باب المندب، ومن ثم الضغط على مجمل التجارة الدولية عبر الممر الحيوي.

من جانب آخر، تُظهر المواجهات في "حيفان" جنوب محافظة "تعز" أن تركيز الحوثيين على البحر الأحمر لم يضعف من قدراتهم على المواجهة على أكثر من جبهة، ما يربك قوات التحالف ويثبت قدرة الحوثيين على المقاومة والتصدي لمحاولات قوات التحالف انتزاع مكاسب عسكرية.

على الصعيد الدبلوماسي، تؤكد التحركات الأخيرة من المبعوثيْن الأممي والأمريكي على الجهود المستمرة للتوصل إلى تهدئة، لكن استمرار العمليات العسكرية يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المفاوضات السياسية؛ إذ لا يمكن إغفال دور واشنطن النشط في التأثير على سير العمليات العسكرية، خاصةً في جبهة "حيفان" التي تشكل نقطة استراتيجية نظرًا لموقعها الذي يتحكم في طرق الإمداد الرئيسية بين محافظات الجنوب، ما يدل على التعقيد المتزايد للتحالفات والمواجهات في المنطقة.