تصعيد سيزيد التوتر الإقليمي والدولي... غرق سفينة شحن إثر إصابتها بصواريخ الحوثيين

الساعة : 13:00
29 مايو 2024
تصعيد سيزيد التوتر الإقليمي والدولي... غرق سفينة شحن إثر إصابتها بصواريخ الحوثيين

الحدث:

أطلقت جماعة الحوثي ثلاثة صواريخ على سفينة تجارية تبحر قبالة السواحل اليمنية، ما أدى إلى إصابة عنبر الشحن بأضرار بالغة تسببت في تسرب المياه إلى هيكلها، وفقًا لشركة "أمبري" الأمنية البريطانية، حيث أصدرت السفينة نداء استغاثة عقب إصابتها بشكل مباشر على بُعد 54 ميلًا بحريًا جنوب غرب الحديدة. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، يتوافق موقع الهجوم مع ناقلة البضائع السائبة "لاكس" (Laax) التي ترفع علم جزر مارشال، فيما أفادت تقارير بأن السفينة كانت متجهة إلى ميناء الفجيرة بدولة الإمارات، وتتم إدارة "لاكس" بواسطة شركة "Grehel" لإدارة السفن في اليونان.

الرأي:

يأتي هذا الهجوم في سياق سلسلة من الهجمات المتكررة التي نفذتها الجماعة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، مستهدفةً السفن المحسوبة على دولة الاحتلال أو المتجهة إليها في البحر الأحمر والمحيط الهندي، في خطوة تعبّر عن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة.

ويرى مركز "صدارة" أن تصعيد الحوثيين هجماتهم، عبر توسيع نطاق عملياتهم العسكرية خارج الحدود اليمنية، يشكّل دلالة واضحة على تطور قدراتهم العسكرية ونفوذهم الاستراتيجي؛ حيث يُعد استهداف السفن التجارية في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي تحوّلًا في تكتيكات الجماعة، خاصة عقب إعلان قائدها، عبد الملك الحوثي، بدء المرحلة الرابعة من التصعيد الذي يهدف بشكل مباشر إلى التأثير على الأمن البحري والاقتصاد العالمي.

ومن الناحية السياسية، تُظهر هذه الأفعال استخدام الحوثيين القوة العسكرية كوسيلة لجذب الانتباه الدولي، ومحاولة تحقيق نفوذ في معادلات الصراع الإقليمي والدولي، كما يهدف توسيع الهجمات بالمحيط الهندي للتأثير على الدول المنخرطة في الصراع اليمني، وذلك من خلال إظهار القدرة على تهديد مصالحها الاقتصادية والتجارية بشكل مباشر.

ومن خلال استقراء الوضع الراهن والأحداث في الفترة السابقة، فإن هذا التصعيد ستكون له على الأرجح تداعيات تشمل استجابات عسكرية من القوات الدولية، ما سيزيد من التوترات الإقليمية والدولية، كما إن ذلك سيزيد في الوقت نفسه من الضغط على حكومة الاحتلال، التي أصبحت تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لتغيير نهجها في غزة.