الحدث:
تعرضت شركة أمريكية خاصة بالمعدات الإنشائية (أحد فروع شركة كتربلر الأمريكية) ومعهد تعليمي بريطاني أميركي في بغداد لهجومين منفصلين، بعبوات ناسفة خلَّفت أضرارًا مادية طفيفة دون تسجيل إصابات. وجاء الهجومان بعد عمليات استهداف طالت مؤخرًا ثلاثة مطاعم أمريكية بعد تلقيها تهديدات بسبب دعمها للكيان "الإسرائيلي" في حربه على غزة. من جهتها، بدأت القوات الأمنية تنفيذ خطة لحماية المطاعم الأمريكية، بينما تم إعفاء واحتجاز عدد من ضباط الأمن وإحالتهم إلى التحقيق. يذكر أن العراق شهد حملة مقاطعة واسعة لعدد كبير من الماركات التي أبدت مواقف مؤيدة للاحتلال، فيما قام مجهولون بتوزيع منشورات ورسائل تهديد على سلسلة من فروع متاجر ومطاعم تجارية غالبيتها أمريكية.
الرأي:
تواجه حكومة بغداد حرجًا شديدًا مع الولايات المتحدة في ظل تداعيات استمرار المعارك في غزة، واستغلال تلك الحالة من بعض المجموعات المسلحة المقربة من إيران لتوجيه ضربات لأهداف ومصالح أمريكية داخل وخارج العراق. وبعد هدنة استمرت عدة أشهر بين تلك المجموعات المسلحة وبين القوات الأمريكية، عادت تلك العمليات مجددًا منذ أيام لكن مستهدفةً هذه المرة مصالح وشركات مدنية أمريكية مُتهمة بدعم الكيان.
على المستوى الرسمي، انتقد بيان لوزارة الداخلية العراقية بشدة الضربات الأخيرة، قائلًا إنها تضر بمصلحة البلاد وتعطل عملية الاستثمار التي بذلت فيها الحكومة جهودًا مضنية لإنجاحها، وتهدد حالة الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي الحاليين. وتعكس هذه العمليات المأزق الذي تواجهه حكومة "السوداني" في بغداد، والتي غالبًا ما تتهم من قبل هذه الفصائل بأنها تحول دون استمرارهم في العمل "المقاوم" ضد الأمريكان.
كما تُعتبر هذه العمليات بديلًا عن موجة الاستهداف التي طالت التواجد العسكري الأمريكي، وبلغت ذروتها باستهداف قاعدة أمريكية في الأردن أسفر عن مقتل جنود أمريكيين، وهو ما هدد بتصعيد المواجهة في العراق، قبل أن تُعيد إيران ضبط مستوى العمليات لتفادي تدهور المواجهة مع واشنطن. ومن المرجح أن تؤثر هذه الهجمات بشكل مؤقت على حرية عمل الشركات الأمريكية، وربما تدفع بعضها في حال استمرارها إلى وقف نشاطها في العراق.