الحدث:
نفذ "حزب الله"، الثلاثاء الماضي، عملية عسكرية مركّزة بقذائف الهاون والصواريخ الموجهة، استهدف فيها موقع "راميا" العسكري الذي يضم قيادة سرية حدودية ضمن قطاع "كتيبة زرعيت" التابع للواء الغربي في فرقة الجليل بالجيش "الإسرائيلي".
الرأي:
جاءت العملية بعد أيام من إطلالة أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، التي توعد فيها الجيش "الإسرائيلي" بمفاجآت على جبهة جنوب لبنان، كما جاءت بعد عدة ساعات من زيارة قام بها رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، إلى الجبهة الشمالية أكد خلالها جهوزية الجيش "الإسرائيلي" على طول الجبهة، وعزمه على إعادة المستوطنين إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
وتعد هذه العملية من العمليات النوعية التي ينفذها "حزب الله" منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"؛ حيث تمثل شكلًا جديدًا من أشكال التصعيد العملياتي وتحديًا واضحًا للعدو، من خلال إظهار الحزب التصاقه بالمنطقة الحدودية من "المسافة صفر" على عكس ما يروج له. كما تعتبر العملية انعكاسًا لقدرات الحزب على التحرك بحرية على الحدود، وفقًا لمقتضيات خططه العسكرية التي قد تصل لمرحلة اقتحام مواقع "إسرائيلية" في حال أراد أو رأى مصلحة في ذلك.
فقد كشفت مقاطع مصورة نشرها الحزب وصول مقاتليه المسلحين بقواذف مضادة للأفراد والدروع محمولة على الكتف، فضلًا عن بنادق رشاشة متوسطة، إلى مسافة عشرات الأمتار من الموقع؛ حيث نفذوا هجوما ناريًا باستخدام القذائف من مسافة لا تزيد على 150مترًا، مع إسناد المقاتلين على الأرض بقصف متكرر بقذائف الهاون، والصواريخ الموجهة المضادة للدروع، لتأمين تغطية نارية وتدمير التجهيزات في المكان.
بالمحصلة، تكشف العملية عن مستوى جديد من قدرات الحزب في التخطيط والمناورة، وإعادة دراسته لطبيعة المعارك والميدان لتقليل خسائره، فضلًا عن أن العملية تشكل في توقيتها وطبيعتها رسالة ردع أخرى بالنار أراد "حزب الله" إيصالها للعدو في خضم انشغاله في حرب غزة واجتياح رفح، لتحذيره من مغبة أي تهور أو خطوة "غير محسوبة" باتجاه جبهة جنوب لبنان.