حدث:
في سياق تصعيد النزاع في اليمن، نفذت القوات الأمريكية والبريطانية ضربات جوية على مواقع حوثية رداً على سلسلة من الهجمات التي قام بها الحوثيون، بما في ذلك استهداف مدمرة أمريكية وسفينة شحن تجارية في البحر الأحمر. وقد أدت الغارات الجوية إلى مقتل 15 من ضباط الحوثيين وإصابة العشرات، وفقًا لمصادر الجماعة. ويأتي هذا العمل ضمن سلسلة من الردود المتبادلة، حيث كان الحوثيون قد أعلنوا أن هدفهم من العمليات العسكرية في البحر الأحمر هو نصرة غزة، مما يضع البحر الأحمر في قلب النزاع.
رأي:
بينما تعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا تلك الضربات ضرورية لحماية مصالحهما الدولية وأمن الملاحة، فإنها تأتي بتكلفة عالية من حيث الخسائر البشرية وتعميق الأزمة الإنسانية في اليمن، إذ لا تحد الردود العسكرية من أنشطة الحوثيين فقط، بل تؤثر كذلك على التوازنات الداخلية بين الجبهات المختلفة في اليمن، حيث تُسهم في تصعيد التوترات وتعزيز المواجهات على الأرض.
إضافة إلى ذلك، يبرز الدور الذي تلعبه الإجراءات الاقتصادية، كالقرارات الصادرة عن البنك المركزي اليمني بوقف التعامل مع بعض البنوك التي تتعامل مع الحوثيين، ما يعكس جهودًا مكملة للإجراءات العسكرية التي تهدف إلى الضغط على الحوثيين وكبح جماح أنشطتهم العسكرية.
لكنّ المؤشرات الراهنة حتى الآن، بحسب ما يرى مركز "صدارة"، تشير إلى تمسك الحوثيين بنهجهم العام، في ظل المكاسب السياسية والشعبية التي يحققها تموضعهم كمدافع عن أهل غزة وشريك للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة للفوائد الأمنية التي تعود عليهم جراء إثبات أنهم حليف مفيد لإيران إقليمياً.