الحدث:
أعلن "حزب الله"، وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، أن وحدات الدفاع الجوي التابعة له تصدت للطائرات الحربية "الإسرائيلية" باسخدام صواريخ "أرض-جو"، الأمر الذي أجبرها على التراجع إلى خلف الحدود. بالمقابل، أعلن الجيش "الإسرائلي" أنه قضى على مجموعة قامت بإطلاق صواريخ مضادة لطائرات نحو طائرات حربية حلقت في سماء لبنان.
الرأي:
تعد هاتان العمليتان سابقة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" ودخول جبهة جنوب لبنان على خط المواجهة، كما تشكلان تطورًا على المستوى العملياتي في المواجهة بين "حزب الله" و"إسرائيل". وقد سبق ذلك قيام "حزب الله" في أربع مناسبات بإسقاط طائرات "إسرائيلية" مسيّرة من طرازي "هيرمز 450" و"هيرمز 900" بصواريخ أرض-جو.
وبالتالي، فإن إدخال "حزب الله" منظومة الدفاع الجوي إلى حلبة المواجهة يؤكد على إيصال رسائل "ردع جوي" لـ"الإسرائيليين"، بأن الحزب (بامتلاكه دفاعات جوية حديثة) قادر على إسقاط مسيرات وطائرات العدو في حال أراد ذلك. وهي رسالة مقصودة في هذا التوقيت الحساس، الذي تتوالى فيه تهيدات قادة العدو وتحذيرات دول أوروبية من مغبة شن "إسرائيل" حربًا على لبنان أو أن تصعد وتوسّع عملياتها الجوية.
ومن المرجح أن تدفع هذه العمليات "إسرائيل"، التي تتباهى دومًا بالتفوق الجوي كركيزة استراتيجية في منظومة أمنها القومي، إلى مراجعة استراتيجية عمل سلاح الجو في الجبهة اللبنانية، في ظل التهديد الواضح والمتزايد لحرية عمل طائراتها، وهو الأمر الذي بدأت تتضح معالمه في تقليص سلاح الجو أنشطته الاستخباراتية والعملياتية لجهة النطاق الجغرافي والوتيرة في لبنان.
