الحدث:
أدرجت الأمم المتحدة "إسرائيل" على "القائمة السوداء" المعروفة باسم "قائمة العار" والمتعلقة بانتهاكات حقوق الأطفال في مناطق النزاعات، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ رسميًا نهاية حزيران/ يونيو الجاري. من جهتها، أبدت "إسرائيل" صدمتها من القرار على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة، الذي قال إنه "قرار غير أخلاقي يساعد الإرهاب ويكافئ حماس"، مضيفًا: "الشخص الوحيد الذي تم وضعه على القائمة السوداء اليوم هو الأمين العام، عار عليه".
الرأي:
تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها إدراج جيش الاحتلال على "قائمة العار"، رغم تكرار المطالبات بذلك سابقًا، وبذلك فإن هذا الإعلان يعتبر تاريخيًا، وذلك نظرًا لجحم الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين؛ حيث قتل أكثر من 15 ألف طفل منذ بدء العدوان على قطاع غزة، فضلًا عن الانتهاكات الأخرى.
على الصعيد الدولي، فإن هذا القرار، إلى جانب مساعي المحكمة الجنائية الدولية للحصول على أوامر اعتقال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ووزير دفاعه، وانضمام العديد من الدول لدعوى جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية، كل هذا يرفع عن مكانة "إسرائيل" الخارجية حصانتها التقليدية ويزيد من عزلتها الدولية. ومن المرجح أن يفاقم كذلك من التصادم بين "إسرائيل" والأمم المتحدة، ويزيد احتمال تصنيف حكومة الاحتلال لوكالة "الأونروا" كمنظمة "إرهابية"، ردًا على هذا القرار الأممي.
بالمقابل، لا يترتب على هذا القرار أي عقوبات مباشرة، لذلك ليس من المرجح أن يؤثر على الدعم العسكري الأساسي الذي تطلبه "إسرائيل"، خاصةً من الولايات المتحدة. ورغم أن القرار ليس له تأثير مباشر في مجريات الحرب الجارية، لكنّه قد يحفز دولًا أخرى على القيام بخطوات رمزية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو حظر بيع الأسلحة إلى "إسرائيل"، فضلًا عن تأجيج الرأي العام العالمي ضد "إسرائيل"، ما سيؤدي لمزيد من الضغط على الحكومات الغربية الداعمة للحرب.
