الحدث:
قرر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد عملياته العسكرية في الضفة؛ حيث قام بتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال لمقاومين من الجو مؤخرًا باستخدام الطائرات المسيّرة، كما قرر توسيع سياسة الاغتيالات ضد مجموعات المقاومة، واستخدام ناقلات جند مدرعة ومحصنة لأول مرة منذ سنوات طويلة، وزيادة استخدام الآليات العسكرية الثقيلة مثل جرافات D9، ومنع إدخال الأسمدة إلى الضفة وحصرها في الاستخدام الشخصي وليس الصناعي.
الرأي:
يحتاج التوجه لسياسة الاغتيالات من الجو إلى قرار من أعلى مستوى عسكري وحتى سياسي، وهذا يشير إلى مستوى القلق إزاء تطور أنشطة مجموعات المقاومة وتحول العبوات الناسفة لحالة منتشرة جغرافيًا، إضافةً لنجاح المقاومين في تفجير ناقلتي جند مدرعة من طراز "نمر" في مخيمي جنين ونور شمس بعبوات ناسفة، ما زاد خشية الاحتلال من استخدام تلك العبوات ضد مركبات المستوطنين غير المحصنة.
ومن المرجح أن تضاعف هذه السياسة العمل الاستخباراتي في الضفة وأن تدفع نحو تنشيط التنسيق الأمني، لمحاولة تضيق الخناق على النشطاء في مختلف الأماكن التي لا تستطيع قوات الاحتلال الوصول إليها؛ فمن جانبها فككت أجهزة أمن السلطة عددًا من تلك العبوات في أماكن ومخيمات عديدة.
من جهة أخرى، فإن تسارع وتيرة تطورات الموقف الميداني لا سيما عمليات الاقتحام وتدمير البنى التحتية من قبل جيش الاحتلال، دفع مجموعات المقاومة إلى تطوير أساليبها وزيادة استخدام العبوات الناسفة؛ حيث أوقعت العديد من القتلى في صفوف وضباط جيش الاحتلال أثناء اقتحاماته، خصوصًا في جنين وطولكرم. وادعى الجيش أنه اغتال أربعة شبان لضلوعهم في زراعة العبوات الناسفة في مخيم نور شمس بطولكرم مؤخرًا، وذلك بعد مقتل أحد جنوده من وحدة "دوفدوفان" بعبوة ناسفة، كما اغتال سبعة شبان في جنين بزعم أنهم زرعوا عبوات ناسفة أسفرت عن مقتل أحد ضباطه.
وبالتالي، فقد اتجه الجيش لتوسيع عمليات الاغتيال من الجو لتفادي خطر العبوات الناسفة، وذلك بهدف تحييد الأصول المادية والبشرية لمجموعات المقاومة ومواصلة سياسة "جز العشب"، خوفًا من اكتساب تلك المجموعات مزيدًا من الخبرة ومراكمتها، وبالتالي زيادة قدرتها على إيقاع مزيد من الخسائر في صفوفه.