زيارة رئيس الأركان التركي للعاصمة الليبية تأكيد على الشراكة الأمنية وضمان لوجود أنقرة في مفاوضات ترسيم حدود شرق المتوسط

الساعة : 15:15
16 يوليو 2024
زيارة رئيس الأركان التركي للعاصمة الليبية تأكيد على الشراكة الأمنية وضمان لوجود أنقرة في مفاوضات ترسيم حدود شرق المتوسط

الحدث

زار رئيس أركان الجيش التركي الجنرال متين غوراك العاصمة الليبية طرابلس في 14 يوليو/ تموز، واجتمع مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بحضور رئيس الأركان الليبي محمد الحداد. وسبق لقاء غوراك بالمنفي، عقده لقاءين آخرين مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الأركان محمد الحداد.

الرأي

تعد هذه الزيارة الأولى لرئيس الأركان التركي إلى ليبيا منذ توليه منصبه العام الماضي خلفا ليشار غولر الذي أصبح وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد الانتخابات الرئاسية التركية، ولذا فمن المعتاد أن يتفقد رئيس الأركان المناطق التي تنتشر بها قواته وللقاء مسؤولي البلد المضيفة، حيث تتواجد قوات تركية في قاعدة الوطية الجوية بالقرب من الزنتان، وكذلك في القاعدة البحرية بمصراتة.

على صعيد آخر، تتجاهل أنقرة الدعوات المطالبة بخروج القوات الأجنبية من ليبيا، وتعتبر أن تلك الدعوات تستهدف بالأساس القوات التابعة لمجموعة فاغنر سابقا والفيلق الروسي حاليا، والمنتشرة في منطقتي برقة وفزان. وذلك لأن الوجود التركي شرعي باعتبار أنه مبني على مذكرة تفاهم موقعة في عام 2019 مع الحكومة المعترف بها دوليا وتتعلق بالتعاون الأمني ​​والعسكري بين تركيا وحكومة الوفاق آنذاك برئاسة فايز السراج.

إلى ذلك، تنخرط القوات التركية في تدريب وتأهيل قوات الجيش التابعة للحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، حيث دربت أكثر من 15 ألف عسكري ليبي منذ عام 2020، كما استعانت في تأمين قواعدها العسكرية بمقاتلين سوريين مواليين لها، فيما تتجنب عادة الانخراط في الصراعات الداخلية بين الفصائل الليبية التي تتقاتل بين الفينة والأخرى في غرب البلاد، بينما تضبط التفاهمات مع موسكو بالتزامن مع توازن القوى الناتج عن الوجود العسكري التركي والروسي في ليبيا، أنشطة المشير خليفة حفتر، والذي امتنعت قواته عن مهاجمة غرب ليبيا منذ فشل هجومه للسيطرة على العاصمة في عام 2019، والذي تدخلت تركيا على إثره لدعم حكومة طرابلس.

يضمن الوجود التركي في ليبيا لأنقرة أن تكون طرفا على طاولة التفاوض فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية شرق المتوسط، كما يفتح الباب لأرباح اقتصادية من خلال انخراط الشركات التركية في عمليات إعادة الإعمار، وهو ما امتد إلى شرق ليبيا بعد تحسن علاقات حفتر بأنقرة. ولذا لا يتوقع أن تنسحب القوات التركية من ليبيا في الأمد القريب.