الحدث:
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عزمه افتتاح أول مكتب اتصال له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمّان. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إن "الأردن يعتبر شريكًا طويل الأمد وذا قيمة عالية بالنسبة لحلف الناتو"، مبينًا أن مكتب ارتباط الحلف في عمّان سيرفع الشراكة الثنائية إلى مستوى جديد. وأضاف "ستولتنبرغ" أن الحلف يعمل بشكل أوثق مع شركائه في المنطقة، بما فيهم الأردن، موضحًا أن لدى الحلف شركاء آخرين، مثل العراق وتونس وموريتانيا ودول جوار البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب دول الخليج العربي.
الرأي:
يشكّل افتتاح أول مكتب لحلف "الناتو" في الأردن دون غيره من دول المنطقة إشارة بارزة على مواصلة الغرب، خصوصًا واشنطن ولندن وباريس وبرلين، الاستثمار في دور الأردن الأمني في المنطقة حاضرًا ومستقبلًا، كما يعتبر تأكيدًا واضحًا على عمق الثقة والتناغم بين الرؤى الغربية للحلف وسياسة الدولة الأردنية.
بالمقابل، فإن احتضان الأردن مكتبًا لحلف "الناتو"، فضلًا عن التواجد العسكري الغربي، يرسل رسالة سلبية إلى قوى إقليمية ودولية، مثل إيران وروسيا، حول طبيعة اصطفاف المملكة الاستراتيجي. كما إن هذه الخطوة ستزيد من حالة الغضب والاحتقان الداخلي تجاه حالة التماهي الكبيرة من قبل النظام مع حلفاء وداعمي الاحتلال "الإسرائيلي"، فضلًا عن إدخاله المملكة ضمن تداعيات لعبة الكبار الخطيرة، والتي من الواضح أن عمّان لا تبحث فيها عن موقف محايد، لكنها تسعى إلى الاستفادة منها في تطوير تحالفها الأمني مع الغرب.
