الحدث:
أعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي" المعروفة بـ"سرايا المقاومة" أن مجموعة تابعة لها نفذت هجومًا بالأسلحة الصاروخية، على موقع "رويسة القرن" في "مزارع شبعا" اللبنانية المحتلة. وأكدت "السرايا" في بيانٍ رسميّ أنها ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ومع بدء العمليات عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، كانت حاضرةً في الميدان، وأنها لا تزال حتى اليوم تقوم بمهام "إسناد"، وقد ارتقى لها عدد من الشهداء والجرحى.
الرأي:
كان لافتًا إعلان "سرايا المقاومة" عن تنفيذها أولى عملياتها منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" وفق البيان الذي نشرته، وبدا من خلال توقيت الإعلان عن العملية كباكورة بدء عملياتها ضد العدو، والذي تزامن مع ذكرى حرب تموز 2006، أنها رسالة تذكير بدورها في تلك الحرب في مساندة "حزب الله" في التصدي للعدوان "الإسرائيلي" على لبنان، ومن قبل ذلك في مشاركتها بأكثر من 400 عملية ضد العدو قبل تحرير الجنوب عام 2000.
وتحمل مشاركة ودخول "السرايا" كتنظيم عسكري غير حزبي عابر للانتماءات الطائفية والمناطقية ومدعوم من "حزب الله"، رسالة هامة مقصودة في ظل استمرار نبرة التهديد بحرب واسعة ضد لبنان بأن عمليات جبهة "الإسناد" جنوب لبنان مستمرة ضمن إطار وطني وشعبي، وأن التصدي لأي عدوان واسع سيشارك فيه كل أبناء الوطن كما جرى في حرب 2006.
على صعيد آخر، فإن إعادة انخراط "سرايا المقاومة" في أجندة المواجهة مع العدو قد يُحفز من جديد ومن هذا الباب إعادة انتشارها في المناطق اللبنانية، خصوصًا المناطق السنية، وكذلك تحسين صورتها التي تدهورت كثيراً في السنوات الماضية نتيجة تورط العديد من كوادرها في قضايا جنائية وإشكالات شخصية مع المواطنين في العديد من المناطق نتيجة امتلاكهم للسلاح والغطاء الأمني الذي يوفره لهم "حزب الله".
