هجوم يتبناه "داعش" في عُمان يثير مخاوف أمنية مؤقتة لكنه لن يمثل تهديدًا لاستقرار دول الخليج

الساعة : 14:15
17 يوليو 2024
هجوم يتبناه

الحدث:

وقع هجوم نادر عبر إطلاق نار بالقرب من مسجد شيعي بمنطقة الوادي الكبير على مشارف العاصمة العمانية مسقط في الـ15 من تموز/ يوليو الجاري، أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وأحد عناصر الشرطة العمانية والمهاجمين الثلاثة (لم تعلن جنسياتهم بعد)، حسبما ذكرت شرطة عُمان في بيان رسمي. وقد أعلن تنظيم "داعش"، عبر تطبيق "تليجرام"، مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر أيضًا، حسب بيان الشرطة، عن إصابة 28 شخصًا من جنسيات مختلفة في تبادل إطلاق النار الذي استمر لفترة، بينهم أربعة من عناصر الأمن ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف، فيما أعلنت السفارة الباكستانية أن أربعة باكستانيين قُتلوا في الهجوم.

الرأي:

من المرجح أن الهجوم استهدف تجمعًا لمقيمين شيعة غالبيتهم من الباكستانيين، لإحياء ذكرى عاشوراء؛ وهو هدف يتناغم مع أجندة تنظيم "داعش" بصورة عامة، وإن كان الهجوم غير معتاد في بلد مثل سلطنة عمان. ومن المتوقع أن يثير الهجوم في المدى القصير مخاوف من أن يكون بداية لتهديد جديد من خلايا التنظيم والهجمات المنفردة، ليس فقط ضد عُمان، ولكن أيضًا القلق من انتشاره إلى دول أخرى في المنطقة حتى في البلدان التي لم تشهد حوادث سابقة مثل قطر أو الإمارات، وهو ما يعني أن دول منطقة الخليج ستشهد استنفارًا أمنيًا مؤقتًا، وربما تقييدًا لبعض التجمعات المرتبطة بالمقيمين أو المواطنين الشيعة.

في المقابل، وعلى المدى البعيد، لا توجد مؤشرات ترجح أن التنظيم سيمثل تهديدًا لمستوى الاستقرار الأمني في منطقة دول الخليج على غرار انطلاقته الأولى، أو أن المنطقة تتجه لتكون ضمن جغرافيا التنظيم النشطة. وتشير خريطة هجمات "داعش" التي تبناها عام 2023 إلى تركيز عملياته وبنيته التنظيمية بصورة أساسية غرب ووسط أفريقيا وسوريا والعراق، إضافةً لما يطلق عليه "ولاية خراسان" التي تستهدف بصورة أساسية أفغانستان، وإن كانت تسجل تراجعًا في ظل تصعيد حكومة "طالبان" من إجراءاتها ضد نشاط التنظيم.