هجوم فصائل عراقية مقربة من إيران على قاعدة "عين الأسد" يمثل خرقاً للهدنة غير المعلنة وينذر بعودة التصعيد المتبادَل

الساعة : 15:15
18 يوليو 2024
هجوم فصائل عراقية مقربة من إيران على قاعدة

الحدث:

استهدفت طائرتان مسيرتان، الثلاثاء الماضي، قاعدة "عين الأسد" الجوية التي تستضيف قوات أمريكية ودولية غرب العراق، وفق ما قاله مصدران عسكريان عراقيان، في حين قال مسؤول أمريكي إن قذيفة استهدفت القاعدة لكن دون التسبب في خسائر بشرية. ويعتبر هذا الهجوم الثاني من نوعه على القوات الأمريكية منذ أوائل شباط/ فبراير الماضي، عندما أوقفت الفصائل المتحالفة مع إيران هجماتها على القوات الأمريكية.

الرأي:

يعتبر هذا الهجوم بمثابة خرقٍ للهدنة غير المعلنة بين الفصائل العراقية المقربة من إيران وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق منذ بضعة أشهر، كما يأتي بعد بضعة أيام من هجوم شنه تنظيم "داعش" على قوات أمنية في محافظة ديالى، أسفر عن مقتل ضباط كبار وعدد من الجنود. وقد وقع كذلك قبل أقل من أسبوع من زيارة متوقعة لوفد عسكري عراقي رفيع المستوى إلى واشنطن، لمواصلة المحادثات بشأن إنهاء وجود التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد، الأمر الذي يشير إلى أن السلطات الأمنية العراقية ما زالت غير جاهزة لخروج قوات التحالف من العراق. وعلى خلفية هذا الهجوم، يرى مراقبون أن السلطات الإيرانية تضغط عبر أذرعها في العراق، خصوصًا الميليشيات، لإقرار سحب القوات الأمريكية من البلاد.

بالمقابل، لا يزال مسؤولون أمريكيون يؤكدون على بقائهم في العراق لتعزيز الأمن ومواجهة إمكانية عودة "داعش"؛ فمن جهتها، توعدت "تريسر جاكوبسون"، مرشحة الرئيس الأمريكي "بايدن" لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق، بالعمل على مواجهة الميليشيات الموالية لإيران، ما أثار غضب مسؤولين عراقيين واعتبروا ذلك تدخلًا في شؤون البلاد. والخلاصة، إن الساحة العراقية ستبقى على ما يبدو تشهد تصعيدًا أمنيًا في اتجاهين متعاكسين؛ يهدف كل طرف من خلاله لإثبات وجهة نظر مضادة؛ إما ضرورة بقاء أو رحيل قوات التحالف الدولي من العراق.