الحدث:
أعلنت البحرية الإيرانية إجراء مناورات عسكرية مع كل من روسيا وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان، وذلك في بحر قزوين خلال الفترة الممتدة بين الـ19 والـ21 من تموز/ يوليو الجاري.
الرأي:
رغم أن بحر قزوين مغلق، لكنه يمثل أهمية جيوسياسية للدول الخمس المطلة عليه نظرًا لما يحتويه من نفط وغاز وأسماك يُستخرج منها الكافيار، كما يمثل أهمية أمنية خاصة لإيران وروسيا لأنه يوفر خط شحن بحري مباشر بينهما، بعيدًا عن القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في الخليج العربي والمحيطين الهندي والهادي. كما يتيح ذلك الخط نقل شحنات الأسلحة، بما فيها الطائرات دون طيار، من إيران إلى روسيا دون تخوف من أي عمليات اعتراض غربية أو أمريكية، خصوصًا في ظل اتفاق الدول الخمس المطلة عليه بعدم السماح بتأسيس قواعد أجنبية عسكرية على سواحله.
من جهة أخرى، يمثل اشتراك إيران وأذربيجان في المناورة تتويجًا لجهود قائد البحرية الإيرانية، الأدميرال شهرام إيراني، الذي زار باكو (عاصمة أذربيجان) في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لمناقشة ملف التعاون العسكري مع نظرائه، ودعا آنذاك إلى زيادة التدريبات المشتركة والمناورات والدوريات البحرية بين البلدين. وهي الزيارة التي جاءت بعد تدهور العلاقات الثنائية الذي بلغ ذروته بسحب أذربيجان بعثتها الدبلوماسية من طهران، وطلبها من مواطنيها عدم السفر إلى إيران إثر تعرض مقر سفارتها في طهران لهجوم مطلع عام 2023، أسفر عن مقتل رئيس جهاز أمن السفارة وإصابة عنصري أمن آخرين.
كما تتزامن المناورات في بحر قزوين مع إعلان أذربيجان، منتصف الشهر الجاري، عن إعادة فتح سفارتها في طهران لكن في موقع جديد، وعودة السفير والموظفين للعمل بشكل طبيعي، وذلك بعد حكم السلطات الإيرانية بالإعدام على منفذ الهجوم ضد السفارة الأذرية، وهي تطورات تشير لاحتواء جولة من التوتر الأمني بين البلدين.
